- Advertisement -

- Advertisement -

بو حبيب: 95% من اتفاق الترسيم أُنجز والوقت مناسب للتوقيع…

لا يبدّد تفاؤل الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين بإمكان التوصّل الى اتفاق ترسيم بحري قريب بين لبنان وإسرائيل، غيوم التأجيل التي تدفع بها ظروف سياسية موضوعية مستمرّة، منها المتصل بالوضع الحكومي، وبالانتخابات المرتقبة في تل أبيب. يقول وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب إن 95 في المئة من الاتفاق أنجز، وتظهر مصلحة الطرفين جليّةً في التقاط التوقيت الراهن للتوقيع، فـ”من يدري بحسابات رئيس الحكومة الجديد في إسرائيل بعد الانتخابات؟ ومن يضمن ما يجري في لبنان بعد انتهاء الولاية الرئاسية؟”.

بو حبيب الذي التقته “النهار” قبيل لقاء هوكشتاين في قصر بعبدا، رفض الجزم بتأثير حاسم لمسيّرات “حزب الله” على إمكان تسريع الاتفاق، لكنّه لمّح الى دور محتمل للتهديدات بتأجيل شركة التنقيب أعمالها في أيلول.

بو حبيب أقرّ في الحوار ضمن برنامج “فكرة حرّة” (يُعرض على منصّات “النهار” الرقمية) بحصول “تقصير” في الأداء أدّى الى تمرير عبارات تعدّل في صلاحيات “#اليونيفيل”. وفي ملفّ النازحين، كشف عن تحضير لبنان إجراءات في حق “مفوّضية اللاجئين” إن لم تستجب لطلبات الدولة لناحية تزويدها بالمعلومات والأرقام الكاملة المطلوبة. التفاصيل…

Ralph Zgheib – Insurance Ad

ما بعد 31 تشرين الأول

مع تمنّيه النجاح في تشكيل حكومة جديدة تحظى بثقة المجلس النيابي قبل انتهاء الولاية الرئاسية لمنع أيّ فتاوى واجتهادات و”خربطة” في البلد، يرى بو حبيب أن “الحكم استمرارية ولا يمكن أن تتوقف الدولة. ويجب أن يحاكي الدستور عدم القبول بالفراغ وتمكين الحكومة من العمل”.

وردّاً على سؤال عن خطوات الرئيس ميشال عون إذا جرى “زركه” وفق تعبيره، يقول: “سُمّيت من الرئيس وهناك تشاور دائم معه ولم نختلف في السابق. من الصعب التنبّؤ بما سيحصل لكنّي على تشاور دائم معه”.

زيارة هوكشتاين ومعالم الحلّ

وفق معلومات بو حبيب المستقاة من الأميركيين والأمم المتحدة، إن “95 في المئة من اتفاق #ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل منجز. المشكلة أن هناك حكومة تصريف أعمال في إسرائيل ولديهم انتخابات، وهم يرمون بالونات اختبار ليروا ردود الفعل وتأثيرها في المزاج الشعبي. الرئيس الأميركي جو بايدن قال لرئيس وزراء إسرائيل إن الاتفاق مع لبنان مهمّ لأميركا ولأوروبا”.

في المحصّلة، “هناك تقاطع على المصلحة بين الطرفين في إنجاز قريب للاتفاق، فإسرائيل لديها انتخابات شعبية، ويقال إنّه إن أتى بنيامين نتنياهو فقد يفجّر الاتفاق. وهنا يمكن أن يأتي رئيس لديه مقاربة ورؤية مختلفة. لذلك، الوقت الراهن مناسب لاتفاق، والفرص تضعف في تشرين الثاني”.

وما تأثير تهديدات “حزب الله” ومسيّراته على اتفاق الترسيم؟

“حزب الله حزب لبناني له حرية الحركة، ونحن لا نرضى باستعمال القوة، وهذا كان موقفنا في أوكرانيا، كنّا ضد استخدام القوة في النزاعات.

ومعلوم أن “حزب الله” لديه استقلالية كبيرة في لبنان. الأميركيون قالوا إن الإسرائيليين لا يحبّون الترهيب، لأن هذا الأسلوب قد يشجّع جهات أخرى على ابتزازهم وفق تعبيرهم. من الصعب التكهّن بما إن كانت تهديدات الحزب مجدية، لكن سفينة التنقيب تأخّرت عن بدء العمل في أيلول، وثمة تكهّن بأن يكون الأمر مرتبطاً بالتهديد والاتفاق في آن واحد”.

تعديل صلاحيات “اليونيفيل” واستياء الحزب

من ملف التعديلات التي طرأت على صلاحيات قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب و تمريرها. وهنا يقرّ بو حبيب بأنه حصل تقصير من الجانب اللبناني بعدم التواصل في الوقت المناسب مع مندوبين في مجلس الأمن، مستدركاً أن الشيء الوحيد الذي تبدّل هو إمكان قيام “اليونيفيل” بعمليات من دون مشورة أو تنسيق مع الجيش.

يقول بوحبيب: “لم ننتبه باكراً لنقنع بعض أعضاء مجلس الأمن بتبديل هذه النقطة، ولكن اجتمعت مع قائد اليونيفيل وتم تثبيت عدم التغيير في قواعد اللعبة في الجنوب، والاتفاق على حصول استشارات وتعاون دائم مع الجيش المستعدّ للتعاون مع اليونيفيل من دون شرط. علماً بأن قائد اليونيفيل أخبرني بأن معظم الدوريات مشتركة، 20 في المئة منها تسيّرها اليونيفيل منفردة و80 في المئة مع الجيش. والفارق يعود الى النقص في العديد”.

إجراءات في ملفّ اللاجئين

ينقل وزير الخارجية عن سفيرة دولة أوروبية بداية تسجيل تباين في مقاربة أوروبا لمسألة عودة اللاجئين الى بلدهم، فـ”هناك دول انفتحت على النقاش وأخرى لا تزال متمسّكة بموقفها الرافض للعودة”.

ويكشف بو حبيب عن تحضير لبنان ورقة من 10 الى 15 بنداً سترسل الى مفوّضية اللاجئين والجهات المسؤولة عنها، و”سيطلب لبنان تطبيقها وفي حال التمنّع سنتّخذ إجراءات في حقهم من مثيل تقييد عملهم”.

ويشرح بو حبيب أن “لبنان يريد المعلومات كاملة عن كل ما يجري في ملفّ اللاجئين، الأعداد والتدقيق في الأموال التي تُنفق من جيوب دافعي الضرائب، الى كلّ تفاصيل السكن والإيجارات والتنقل والتعليم وغيرها. علماً بأنه بعد عام 2015، كانت المفوّضية قد تحدّثت عن وقف تسجيل سوريين جدد على أنهم نازحون، إلا أنهم باتوا يعطونهم بطاقات أخرى ويساعدونهم. نريد أن نعرف ما يحصل ويجب أن يشاركونا المعلومات، وقد أبدت المفوّضية الاستعداد للتعاون ونترقب الأمر”.

*وهل تحمل قوارب الهجرة غير الشرعية التي تقلّ لبنانيين وسوريين من شواطئ الشمال رسالة الى أوروبا؟

ينقل الوزير عن سفيرة أوروبية أن سوريين مهاجرين ليسوا لاجئين، وأن قسماً من اللبنانيين يأتون بهويّات سورية ظناً أن الأمر يسهّل حصولهم على صفة لجوء. وقد “أعدت على مسامعها وتوافقنا على أن سبب ما يحصل هو التزاحم على لقمة العيش. ثمة نزعة جديدة بأن يرمي اللبناني نفسه في البحر، ومعظم من يركبون تلك القوارب هم من اللبنانيين”.

وعن المؤشرات والخطوات العملية التي تدلّ على رغبة النظام السوري في عودة النازحين، يتناول بوحبيب التنسيق بين المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم والجهات الأمنية السورية، بوجود مباركة حكومية من الجهتين، فنحن نريد عودة طوعية وبكرامة.

وحين يتحدث السفراء الغربيون عن الخطر، نطالبهم بأمثلة عن المعاملة غير الجيّدة التي عومل بها العائدون، فلا يعطون أدلة ومعلومات عن ذلك. نحن أيضاً نريد التحقيق في الأمر لكن الموقف سياسي أكثر منه إنسانياً، وهناك خوف من أن النازحين الذين يعودون الى سوريا قد يتّجهون صوب تركيا وأوروبا الغربية تحديداً”.

سوريا والجامعة

* كيف يردّ بوحبيب على اتهام رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع له بأنه وزير خارجية النظام السوري بعد دعوته الى عودة سوريا الى الجامعة العربية؟

“معظم الدول العربية تريد عودة سوريا الى الجامعة العربية. في الاجتماع الأخير، عرضت الشؤون العربية التي حصلت في الأشهر الستة الأخيرة ومنها أحداث سوريا، وقلت في “سطر وربع” إن لبنان يؤيّد عودتها الى الجامعة كعضو مؤسّس…

“بيمون” (الدكتور سمير جعجع) علماً بأنه في لجنة الشؤون الخارجية، هناك عضوان “قواتيان” أتفق معهما دائماً في الرأي حيال سوريا والترسيم والنازحين…”.

البعثات الديبلوماسية

يرخي واقع تصريف الأعمال بثقله أيضاً على الخطوات العملية الممكن اتخاذها للحدّ من التدهور في الجسم الديبلوماسي من جرّاء الانهيار المالي. فبات توقيف عمل قنصليات أو سفارات غير مجدية يحتاج الى مراسيم خاصة استثنائية بغياب حكومة أصيلة. ويروي بو حبيب أنه اقترح توقيف عمل المقارّ الديبلوماسية في 17 دولة، تبلغ نفقات كل منها نحو نصف مليون دولار في السنة، علماً بأن الحديث يجري عن سفارات “لا تأتينا منها موارد ولا حتى تقارير سياسية”. ويذكر منح البحرين السفارة اللبنانية مبلغ مئة ألف دولار للكلفة التشغيلية، وفي مرسيليا مُنح خمسون ألف دولار.

وفي رأيه، إذا سرنا بـ”تعليق العمل في أربع أو خمس سفارات أو مقارّ ديبلوماسية يمكن أن يساعد الأمر لأن المشكلة الأساسية هي مشكلة تسديد النفقات بالدولار، ونحن لا نزال نعمل وفق موازنة الـ2021 التي تحتسب الدولار على سعر 1500 ليرة، وإذا أقرّت ميزانية عام 2022 فمن الممكن أن تتحسّن الأمور”.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد