- Advertisement -

- Advertisement -

العهد لكم: تنظيم وصراحة.. القوات أدت قسطها الى العلى رئاسيا

لارا يزبك – “المركزية”

المركزية- كانت احتفالية “العهد لكم” التي احتضنتها معراب عصر امس، من حيث الشكل والمضمون، لائقة بشهادة الشهداء، وبالثقة التي وضعها الشارع المسيحي في القوات اللبنانية في الانتخابات النيابية الاخيرة، مسلّما اياها الامانة والمشعل، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.

تنظيمٌ ورقي طبعا الحفل منذ دقيقته الاولى: من عرض “كشافة الحرية” وانضباط شبابه وشاباته، مرورا بالقداس الإلهي والحضور اللاهوتي الكهنوتي الواسع والعريض وعلى رأسه  البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلا بالنائب العام على أبرشية جونية المارونية المطران أنطوان نبيل العنداري، والحضور السياسي خاصة للقوى المعارِضة التي كانت على فتور او تباين مع معراب حتى الامس القريب، وصولا الى كلمة رئيس الحزب سمير جعجع.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

صفر أخطاء في المشهدية المهيبة. اما في المضمون، فكلامٌ واضح وسقف عال ويدٌ ممدودة وتواضع لا يقوم به الا الكبار، جمعها جعجع في خطابه. فالاخير المُدرك لحجم كتلته النيابية، وبالتالي لدورها في المرحلة المقبلة خاصة على الصعيد الرئاسي، قرر، مرة جديدة، مد اليد لكل الاطراف غير المنضوية تحت لواء ٨ آذار، للتعاون. فقال:  عملية الانقاذ لن تتحقق الا برئيس مواجهة انقاذي، وهنا تقع المسؤولية كاملة على المجلس النيابي الذي سينتخب رئيسا جديدا للجمهورية، علما انه حان وقت تحديد المسؤوليات بشكل دقيق وواضح،بعيدا من العموميات والتعميم وتجهيل الفاعل، كما دائما، والتهرّب من المسؤولية”. اضاف “الحقيقة ان الانتخابات الرئاسية لا تقررها إرادات خارجية، كما انها ليست نتيجة معادلات إقليمية ودولية، بل هي نتاج إرادة داخلية وطريقة تصويت الـ128 نائبا في البرلمان اللبناني”. واعلن ان الفئة من النواب، التي تعدّ خارج محور الممانعة، تتحمل مسؤولية التنسيق في ما بينها لإيصال رئيس إنقاذي فعلي للبنان، وبالتالي ان عدم وصول هذا الرئيس الى سدة الرئاسة، لا سمح الله، يعود اليها”. وتوّجه جعجع الى هؤلاء النواب بنداء “لعمل معيّن يستطيع تحقيق بعض التغيير في أوضاع الناس المأساوية، الا ان الاستمرار في الانتقادات والكلام من دون الانتقال الى تنفيذ خطة عملية انقاذية واضحة يبقى مجرّد “ضحك على الناس” وتلاعب بمصيرهم ومراهقة سياسية في الوقت الذي يغرق فيه المركب وكل دقيقة تأخير تكلّفنا حياة شعب ومصيره”، وشدد على ان “الخطوة الاولى على طريق الإنقاذ هي ايصال رئيس جمهورية إنقاذي”، وتوجّه الى “كل الكتل النيابية المعارضة” مشددا على “مسؤوليتها في ايصال الرئيس الانقاذي والا نخون الأمانة”.

الى ذلك، لم يتردد في قول الامور كما هي ومن دون مسايرة او شعبوية، فردّ على مقولة الدفاع عن حقوق المسيحيين، كما يجب، ورفض اعتبار ميشال عون “الرئيس القوي”، قائلا “نريد رئيسا قويا، ولو ان البعض يعتبر ان نظرية “الرئيس القوي” قد سقطت، فالرئيس الحالي ليس رئيسا قويا بل اضعف رئيس في تاريخ لبنان، باعتبار انه خاضع وخانع، وقد ضحّى بشعبه ووطنه خدمة لمصالحه الشخصية. نريد رئيس مواجهة، ليس في وجه اللبنانيين، بل في وجه كل من نغّص حياتهم، ولو ان البعض يعترض بأعلى صوته ويطالب بـ”رئيس تسوية” يجمع الكل حوله”. وشدد على أنّ المسيحيين باتوا يعدون الأيام “يوماً بعد يوم، لحظة بعد لحظة، لينتهي العهد الحالي في الوقت الذي يحنّون فيه للعشرين يوماً ويوم من عهد بشير الجميل”…

في عود على بدء، وبعد كلمة معراب في 4 ايلول، تتابع المصادر، يمكن القول ان القوات أدت قسطها الى العلى، وباتت الطابة رئاسيا اليوم في ملعب القوى المعارِضة الاخرى. جعجع والقوات مرتاحو الضمير طبعًا لانهم كانوا على العهد، وقاموا بفرضهم على أتمّ وجه.. فهل يحذو الآخرون حذوهم انقاذا للبنان ؟

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد