- Advertisement -

- Advertisement -

مناشدة الدولة اللبنانية تعيين السّاعة الصّفر

بقلم : العميد الركن المتقاعد زخيا الخوري

بعد الحرب العالمية الثانية ، يعدّ النزوح السوري من أكبر الأزمات في العالم حتى يومنا هذا .
بلغ إجمالي عدد النازحين السوريين المسجّلين منذ سنة 2011 ، 5,689,538  شخصاً ، وتوزّعوا على الدول المجاورة من تركيا ، لبنان ، الأردن ، والعراق ، فضلاً عن النزوح داخل سوريا بين المناطق .
كان من نصيب لبنان من النازحين حوالي 839,788  نازح مسجّل ، وحوالي 700,000  نازح غير مسجّل ، القليل منهم تجمّعوا في مخيّمات حدّدتها الدولة اللبنانية ، ولكن القسم الأكبر توزّعوا على كامل الأراضي اللبنانية بسبب جهل وعصبيّات المسؤولين اللبنانيين ، وهنا بدأت الصعوبات والمصائب :
–         بسبب خوف المجتمع الدولي من هروب النازحين الى دول أوروبا والأميركيّتين ، خصّصوا لكلّ النازحين رواتب كافية بالعملة الصّعبة لضمان عدم هروبهم ، ودعم الدول المضيفة كي تبقيهم في مخيّماتهم أو لديها .
–         تكبّد لبنان من جرّاء النزوح السوري حوالي 40 مليار دولار أميركي على البنية الأساسية من الاسكان والتعليم والخدمات الصحية والاجتماعية والاقتصادية ، ناهيك عن المخاطر الأمنية لأسباب عدّة .
–         عمالة النازحين في المؤسسات اللبنانية ، جعلتهم يتأقلمون عملياً ونفسياً واجتماعياً ، مما يصعّب عودتهم الى سوريا .
–         اختلاف الأحزاب اللبنانية الطائفية ، والمسؤولين في الدولة اللبنانية ، وعدم جديّتهم في التواصل مع الدولة السورية لوضع أسس العودة ، تجعل عودة النازحين الى بلادهم معدومة .
–         مصلحة الدولة السورية أن يبقى النازحون في أماكن تواجدهم لأنها تستفيد من الأموال بالعملة الصعبة التي تدخل الى سوريا وتدعم الاقتصاد السوري أسوةً بتغذية الاقتصاد اللبناني من المغتربين اللبنانيين .
–         الضغط اليهودي على المجتمع الدولي لإبقاء وتثبيت النازحين في لبنان لضرب وتغيير الكيان والصيغة والديموغرافيا واللعب بالأمن من جهة ، وضرب الاقتصاد والثقافة والمجتمع بشكل عام من جهة أخرى .
مع محبّتي واحترامي للشعب السوري ، وللدولة السورية ، ولكن حرصي على بلدي وكي لا نخسر لبنان وسوريا معاً ، ولقطع الطريق على الأهداف الاسرائيلية ، يجب الانتباه واعطاء الأولوية لموضوع النازحين السوريين ، وتوحيد الجهود الداخلية والتعاطي بجديّة قصوى ، والالتفاف حول قرار موحّد بالضغط على المجتمعات العربية والاقليمية والدولية لإعادة النازحين ، وتواصل الحكم الرسمي اللبناني مع الدولة السورية ، ولمصلحة البلدين لتعيين الساعة صفر لبرمجة العودة الجديّة والنهائية ، وبأسرع وقت قبل فوات الأوان .

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد