“الديار” – فادي عيد
بدأ العدّ العكسي لنهاية العهد الحالي، حيث تحسم أكثر من مرجعية سياسية مطّلعة على مسار الأوضاع الراهنة، أنه ليس هناك من شيء محسوم، أو توافق على شخصية معيّنة للرئاسة المقبلة، بل أن كل الخيارات متاحة، كاشفين عن أشهر صعبة يترقّبها لبنان، خصوصاً على صعيد إفلاس بعض الوزارات بشكل كلي، والتي لها صلة بقضايا وهموم وشؤون الناس، وفي حال لم تصل مساعدات عاجلة من صندوق النقد الدولي على صعيد القروض الطويلة الأمد، فعندئذٍ قد تكون هناك أزمات غذائية وصحية وتربوية، من الممكن أن تؤدي إلى فوضى ونزاعات بعدما لامست الخط الأحمر، وهذا ما يكشفه أكثر من موظف كبير في هذه الوزارات، وبناء عليه، فإن البعض لم يتحمّس لدخول الوزارة الجديدة بعدما جرى استمزاجهم، لأنهم يدركون ما ينتظرهم من عقبات وصعوبات، لا بل أن هناك قنابل موقوتة نظراً للحال المزرية التي تحيط بهذه الوزارات.
وبناء عليه، علم أن هذه الأجواء والمخاوف قد يصار إلى بحثها مع وفد وزراء الخارجية العرب الذي سيصل اليوم إلى بيروت، وسيعرض الملف اللبناني من مختلف جوانبه، ولكن في المقابل، ثمة مسألة واضحة وتتمثّل بشروط وسقوف الدول المانحة التي لديها أجندتها وشروطها، ولذا، يبقى السؤال الكبير كيف سيواجه لبنان هذه الصعوبات خلال الأسابيع المقبلة؟ والتي بدأت تلامس الخطر طبياً ومعيشياً واجتماعياً وتربوياً، بعدما تتّجه بعض المستشفيات والمستوصفات والمدارس المعروفة إلى الإقفال، بما في ذلك عدد من الجامعات الخاصة وسواهم من المؤسّسات التربوية ودور الحضانة، أي أن الكارثة بدأت تلامس الإنفجار الكبير.
https://imasdk.googleapis.com/js/core/bridge3.520.0_en.html#goog_837381480https://imasdk.googleapis.com/js/core/bridge3.520.0_en.html#goog_837381482توازياً، علم من مصادر متابعة لهذا المسار، أن هناك حالة ترقّب وانتظار لما ستضفي إليه إجتماعات وزراء الخارجية العرب، إذ قد يعقد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط مؤتمراً صحافياً، إثر انتهاء اللقاءات، حول ما ستقدم عليه الجامعة بالنسبة للبنان، وهي التي كوّنت ملفاً متكاملاً حول شؤونه وشجونه على كافة الأصعدة، لذا، أنه يعوّل على هذا الحراك أكان على مستوى وزراء الخارجية العرب، أو بالنسبة لكافة اللقاءات والإتصالات التي تجري عربياً وغربياً حول كيفية خروج لبنان من أزماته.
ولهذه الغاية، ينقل بأن المعلومات تؤكد أنه، وقبل انتخاب رئيس الجمهورية الجديد ليس هناك أي دعم للبنان سوى استمرار تقديم الدعم الإنساني للحدّ من الإنهيار الإجتماعي والمعيشي، وبالتالي، هناك تشاور سيتفاعل في وقت قريب حول استحقاق الرئاسة الأولى، إذ بات واضحاً أنه بحاجة إلى جهود عربية ودولية، ما يظهر جلياً في كل المحطات التي حصل فيها هذا الإستحقاق، والذي هو موضع إتصالات بعيدة عن الأضواء بين أكثر من عاصمة إقليمية ودولية، ولا يخفى وفق ما يتم تسريبه، بأن تفاعل التحرّك الداخلي بهذا الإتجاه، بدأ يظهر عبر جسّ نبض العواصم الغربية، لا سيما باريس، على أن تتوضّح الصورة بكل ما يحيط بها بعد تبلور صورة الوضع الحكومي، أكان هناك حكومة جديدة، أم تعويم لحكومة تصريف الأعمال، بمعنى أن شكل الحكومة ومن سيتمثّل بها، أو استمرارها كما هي دون أي تعديل، فذلك قد يكون مدخلاً لبلورة مشهدية الإستحقاق الرئاسي، في ظل معطيات عن إتصالات تجري بين بعض المرجعيات السياسية والحزبية ورؤساء سابقين مع أصدقاء مشتركين في عواصم معنية بالملف اللبناني.
لذا، أكدت المعلومات، أن لبنان أمام أكثر من محطة، ولكن حتى الآن الصورة ضبابية حول أكثر من ملف سياسي واقتصادي.