- Advertisement -

- Advertisement -

من سيكون “سيسي” لبنان ؟

بقلم : العميد الركن المتقاعد زخيا الخوري

في الماضي القريب جدّاً ، عندما إستشعر وبعدها عانى الرئيس عبد الفتّاح السيسي من الاثار الاقتصادية والمالية للحرب الروسية – الاوكرانية على بلاده ، سارع وبطريقة غير مسبوقة ، الى اجراء لقاءات من خلال علاقاته بأمير دولة الامارات العربية المتحدة ، وولي العهد السعودي ، وأمير قطر ، وملك دولة البحرين ، بسرعة قياسية ، نتج عنها حزمة اجراءات سياسية واقتصادية كبيرة ، ترجمت باستثمارات بحوالي 70 مليار دولار أميركي ، ستساعد القاهرة على اجتياز محنتها . وهكذا يكون الرئيس السيسي أوقف تدهور الاقتصاد المصري ، وأعاد الدور الريادي لها ، ووضعها مجدّداً على المحور العربي المتجانس مع أشقائه ، لدرجة الطّلب منها يوماً ، دوراً اقليمياً ما ؟
وصل لبنان في أيامنا هذه الى مستوى أسوأ ممّا وصلت اليه دولة مصر ، من وضع اقتصادي مهترىء ، ومالي مفلس ، جميع قطاعات الدولة متوقّفة ، لا طاقة ، لا استشفاء ، لا ضمان صحي ، لا مصارف ، لا موانىء ، لا شبكة طرقات ، وبضائعه مدولارة ، ودولاره يتخبّط في سوقه السوداء ، تقطّعت مناطقه من المافيات الطائفية المستفيدة من الفوضى ، حتى وصل بنا الأمر الى بلد يعيش كلّ يوم بيومه .
هل من أهداف المؤامرة ، الوصول الى هذا الحدّ للهيمنة عليه ، وتغيير الصيغة والميثاق والكيان ؟ أم أن المخطّط إضعافه وإفلاسه ، لإرضاخه وإنتزاع منه الترسيم والتوطين والتطبيع؟
أعتقد أنه من مصلحة لبنان واللبنانيين مواجهة المؤامرة ، للمحافظة على الكيان ، بالإنفتاح والمحافظة على مصالح البلاد العليا ، والحدّ من تنفيذ المخطّط الرّامي الى إفلاس البلد ، بالتضحية والإتحاد ، وتفعيل كافة قطاعات ومؤسسات الدولة ، وإعادة انتاجيّتها.
بين هجرة الأدمغة اللبنانية الى الخارج ، وأصحاب العلم والثقافة في الداخل ، يوجد من هو جدير بالمواطنة والوفاء والاخلاص وبالعلاقات السياسية الداخلية والخارجية ، وتطوير الإدارة ، والإنفتاح على المحيط ليعيد تكوين الوطن بكلّ مكوّناته وقطاعاته ، وإبرام الإتفاقات والمعاهدات ، وجلب الإستثمارات أسوةً بالرئيس المصري ، بما يجعلنا نتساءل : من سيكون “سيسي” لبنان ؟ 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد