المركزية- في الساعات القليلة الفاصلة عن الخميس المقبل، تشهد الكواليس السياسية حركة لقاءات واتصالات غير مسبوقة استعدادا للاستشارات النيابية، هذا اذا لم يتم ارجاؤها لذريعة او اخرى..
وبعد ان بدا في الايام الماضية ان استحقاق التكليف شبه محسوم لصالح فريق ٨ آذار، وللرئيس نجيب ميقاتي تحديدا، تبدّل المشهد في ربع الساعة الاخير وأعيد خلط الاوراق على هذا الخط بعد ان لاحت في الافق بوادر وإن خجولة، تدل على امكانية تحقيق الفريق المعارض للمنظومة في مجلس النواب، خرقا ايجابيا لصالحه، من خلال الاتفاق على اسم موحّد يحمله نوابه الى قصر بعبدا الخميس.
وبحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، فإن معظم النواب التغييريين يميلون نحو تسمية سفير لبنان السابق في الامم المتحدة نواف سلام، والاتصالات مستمرة في ما بينهم للتوصل الى اتفاق نهائي في هذا الشأن. حزب الكتائب بدوره، لا يمانع تسمية سلام. اما القوات اللبنانية التي يجتمع تكتلها غدا لحسم موقفه، فكان اعلن انه مع اي مرشح تتفق عليه الأكثرية النيابية الجديدة، طبعا شرط ان يتلاقى مع المعايير الاصلاحية والسيادية التي حددتها.
الحزب التقدمي الاشتراكي ايضا ليس بعيدا من خيار دعم مرشح المعارضة اذا نجحت في تحقيق اجماع على شخصية واحدة.
ووفق المصادر، فإن ثمة تواصلا قائما بين هذه الاطراف وعدد من النواب المستقلين القريبين من خندق المعارضة، لضمهم الى هذا الاتفاق اذا حصل.
وفي وقت تكشف ان التفاهم يمكن ان يحصل على اسم نواف سلام او اي اسم آخر، تتوقف المصادر عند لاعب اساسي آخر في استحقاق التكليف، يتمثل في موقف النواب السنة. وهنا، تؤكد ان السفير السعودي وليد البخاري الذي التقى وسيلتقي هؤلاء النواب، لا يحاول اقناعهم بأي مرشح، انما يصر على اقامة تنسيق مفيد في ما بينهم، وعلى لعب دور صلة الوصل في ما بينهم، وهو في دوره هذا، انما يلتقي مع دار الفتوى التي ترفض تزكية اسم محدد، الا انها ترفض بطبيعة الحال ان يكون رئيس الحكومة شريكا في تغطية جريمتي انهيار لبنان وسلخه عن محيطه العربي.
فهل يمكن ان يؤسس هذا الدور لتقارب بين النواب السنّة المستقلين والفريق المعارض لثنائي العهد – ح z ب الله؟ اذا حصل ذلك، فإن يوم الاستشارات قد ينتهي بمفاجأة تعيد بعض التوازن الى المعادلة اللبنانية المختلة منذ سنوات، وتعطي الأكثرية الجديدة درسا في اهمية التنسيق والتعاون والابتعاد عن الشعارات الفارغة…
وكالة “الأنباء المركزية”