- Advertisement -

كيف سيؤثر الانقلاب السلمي في سوريا على الواقع اللبناني؟!

Betico Steel

في سياق العلاقات اللبنانية-السورية المتشابكة تاريخيا، يشكل أي تحول سياسي كبير في سوريا عاملا مؤثرا على الواقع اللبناني. وسينعكس الانقلاب السلمي على الرئيس السوري بشار الأسد تداعيات عميقة على لبنان، لا سيما في ظل الأزمة السياسية الراهنة التي تعصف بالبلاد، أبرزها الشغور الرئاسي المستمر، وتفكك المؤسسات، والانهيار الاقتصادي والاجتماعي.

تأثير الانقلاب على المشهد الرئاسي اللبناني

لبنان يُعتبر تاريخيا ساحة تتأثر مباشرة بالتطورات الإقليمية. الانقلاب على بشار الأسد قد يخلق دينامية جديدة تُعجل في انتخاب رئيس للجمهورية للأسباب التالية:

Ralph Zgheib – Insurance Ad

1.    تراجع النفوذ السوري التقليدي:  رغم تراجع الهيمنة السورية المباشرة منذ عام 2005، لا تزال دمشق تمثل مرجعية لبعض القوى السياسية اللبنانية. ولانقلاب على سلطة الأسد سيؤدي إلى فراغ في التأثير، ما يُجبر هذه القوى على إعادة تقييم حساباتها والتفاوض محليا بدلا من الاعتماد على الخارج.

2.    توازنات إقليمية جديدة : يمكن أن يعيد الانقلاب ترتيب التحالفات الإقليمية، ما يدفع الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة في لبنان (مثل إيران، السعودية، وفرنسا) إلى تسريع الجهود لتفادي مزيد من الفراغ السياسي.

3.    ضغوط شعبية ودولية:  يفتح التحول في سوريا المجال أمام ضغوط أكبر على السياسيين اللبنانيين، لا سيما مع تزايد المخاوف من تفاقم الأزمات في حال استمرار الشغور الرئاسي.

إعادة تكوين السلطة والمؤسسات

التغير في سوريا قد يشكل فرصة لإعادة النظر في بنية الدولة اللبنانية:

1.    إصلاح الإدارة العامة:  التحولات الإقليمية قد تدفع المجتمع الدولي لتقديم دعم مشروط ببرنامج إصلاحات شاملة، ما يعزز الضغط لتحديث المؤسسات وإنهاء الفساد المستشري.

2.    دور الجيش اللبناني:  نتيجة التحولات في سوريا والتحديات الحدودية، سيتحول الجيش اللبناني الى الركن الاساس كضامن للاستقرار الداخلي.

3.    إعادة التوازنات السياسية:  الانقلاب على الأسد قد يضعف تأثير بعض القوى السياسية الموالية له، مما يعيد تشكيل الخارطة السياسية في لبنان لصالح قوى أخرى.

المخاطر المحتملة

رغم الفرص، قد تكون هناك تحديات خطيرة:

1.    تصاعد التوترات الداخلية:  بعض القوى السياسية قد تعتبر فقدان دعم دمشق تهديدا وجوديا، ما يدفعها لتبني مواقف أكثر تشددا.

2.    تدخلات إقليمية إضافية:  يمكن أن يفتح الفراغ السوري الباب أمام تدخلات دول أخرى في لبنان، ما يعقد المشهد السياسي أكثر.

3.    الفوضى الأمنية:  انهيار النظام في سوريا تسبب بموجة جديدة من اللاجئين ومخاطر تزايد النشاطات المسلحة على الحدود اللبنانية-السورية.

خطوات للتعامل مع المرحلة المقبلة

1.    إطلاق حوار وطني شامل:  يتطلب الوضع العمل على تهدئة التوترات الداخلية وإعادة بناء الثقة بين مختلف الأطراف السياسية.

2.    تعزيز التعاون الدولي:  يجب الاستفادة من الاهتمام الدولي المحتمل لدعم الاستقرار والإصلاح في لبنان.

3.    إعادة تشكيل العقد الاجتماعي:  الانقلاب على الأسد فرصة للبنانيين لإعادة النظر في نظامهم السياسي الطائفي والعمل على بناء دولة المواطنة، من خلال تطبيق البنود الاصلاحية في الدستور.

التحولات في سوريا، لا سيما الانقلاب السلمي على الأسد، قد تمثل نقطة تحول للبنان، توفر فرصة نادرة للخروج من حالة الشلل السياسي والاقتصادي. إلا أن تحقيق هذه الفرصة يعتمد على قدرة القوى السياسية على التفاعل مع التغيرات بمرونة ووضع المصلحة الوطنية فوق المصالح الفئوية. لبنان أمام لحظة تاريخية تتطلب شجاعة وجرأة للتغيير.

داود رمّال – وكالة “أخبار اليوم”

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد