كتب أنطوان غطاس صعب :
من المعلوم أن اللبنانيين غير متّفقين على مفهوم واحد للشهادة ، بحيث أن كلّ جهة سياسية وقع لها شهداء في سبيل قضية تعتبرها وطنية .
وإنطلاقاً من هنا ، يُطرح سؤال مركزي : هل يكون تشييع أمين عام حزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله، محطة ومناسبة وطنية جامعة، وأن نترك خلافاتنا جانباً من أجل بناء الوطن الذي نحلم به، وأن يكون هذا اليوم يوم وطني بامتياز، تاركين كل الاعتبارات والخصوصيات وما جرى جانباً، نظراً لقيمة السيد حسن نصر الله الشيعية والوطنية والعربية، ولو كنّا نختلف معه سياسياً ؟
وبالتالي فهذا اليوم يجب أن يكون يوماً مشهوداً، وخصوصاً كما قال أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم عندما دعا إلى التمسك باتفاق الطائف وانتخاب رئيس جمهورية على هذا الأساس ووفق الآليات الدستورية المرعية الإجراء، ما يعني نحن أمام منحىً وطنياً جامعاً .
ولهذه الغاية ، فليكن تشييع السيد نصر الله منطلقاً لتحقيق المصالحة الوطنية ، وبالتالي أن نجتمع سوياً تحت راية الوطن ، ونتجنب الخلافات وكل ما جرى في المرحلة الماضية، وذلك سيتبدى في هذا اليوم المشهود، عندما يتم تشييعه في هذا الإطار الوطني الجامع، الذي ننشده جميعاً، فهذا يجب أن يكون العنوان الأبرز لهذه المحطة، ومنها ننطلق نحو بناء الوطن وإعادة أعمار ما هدّمه العدو الأسرائيلي، وعندما يكون التشييع من منطلقات وطنية جامعة، كما كانت الحال عندما تم تشييع الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما يمثله من حيثية وطنية وإسلامية وعربية ، فإننا نكون قد بدأنا نخطو خطوة كبيرة نحو إعادة بناء الدولة التي ننشدها جميعاً ، لأنه كما كان يقول الرئيس الحريري “ما حدا أكبر من بلدو”، فنُسلّم جميعاً زمامها للقوى العسكرية والأمنية الشرعية ، لتبسط سلطتها وحدها على الأراضي اللبنانية .