رأت مصادر سياسية لموقع “جبيل اليوم” أن الأوضاع تدور في حلقة مفرغة، بحيث البعض يتوقع أن يعود الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان، من أجل الحديث عن القرار 1701 وتطويره وتطبيق الآليات المدرجة فيه.
وثمة من يشير إلى تسوية، لكن حتى الساعة ليس ما يؤكد بأن هذه الأمور محسومة، إذ يتساءل بعضها هل يعقل مع نهاية اقتراب عهد الرئيس جو بايدن، بأن يكون لهوكشتاين أي دور ومسعى إيجابي، أو أنه سيصل إلى تسوية.
هنا تشير المصادر الدبلوماسية التي لها صلة بالأميركيين ومقربة من البعض منهم في البيت الأبيض بإدارة بايدن، بأن الأخير يسعى إلى وقف إطلاق النار في عهده، ليقول أنه حقق إنجازاً كبيراً في نهاية ولايته، وتحديداً في لبنان، ولهذه الغاية ما زال الموفد الأميركي يتواصل مع المسؤولين اللبنانيين ومع بعض الأصدقاء إلى دوائر عين التينة، حيث الأمور لا زالت موضع تشاور، إنما بعد كلمة أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم والتصعيد العسكري وضرب مناطق جديدة، فالأمور تتجه إلى الميدان الذي وحده من سيحسم كل الخيارات، وبمعنى أخر، التصعيد مستمر وليس ثمة ما يدل بأن هوكشتاين سيحقق أي إنجاز في هذه المرحلة، على اعتبار التغييرات التي حصلت في الأيام الماضية يمكن البناء عليها، أولاً وصول الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في ظل نجاح باهر غير متوقع لهذه الدرجة، تالياً أن ترامب هو من أكد بأنه سيوقف الحرب في غزة وجنوب لبنان، والرئيس بري نقل عنه بأنه وقع ذلك في مطعم عباس حسن، أي في المنطقة ذات الغالبية الشيعية وتحديداً من الجنوب في ديربراون، وبمعنى آخر وعدهم بأنهم إذا صوتوا له سيكون إلى جانبهم ويوقف الحرب، وبعد تناوله طعام الغداء في هذا المطعم، وقع على ورقة بأنه مستعد أن يكون إلى جانبهم ويوقف إطلاق النار في الجنوب، تالياً أن متغيرات حصلت في الأعمال الميدانية بعدما لامس القصف مطار بيروت ومدرجه وصالة الركاب، أي أن المطار بخطر، أي الأمور قد تنفلت إذا استمر الوضع على ما هو عليه، اضافة إلى، خطاب الشيخ نعيم قاسم الذي كان واضحاً بأن الكلمة للميدان، ولم يشر إلى أي أجواء إيجابية أو مفاوضات وسوى ذلك، بل تحدث عن استمرار المقاومة في عملها العسكري، وصولاً إلى المتغيرات على الساحة الإسرائيلية، مع سعي نتنياهو لإدارة مطواعة، وهو مستمر في سياسة الأرض المحروقة وإبادة كل القرى والبلدات على الشريط الحدودي، وبالتالي الأمور ستبقى تدور في حلقة مفرغة إلى حين استلام ترامب مهامه، ويباشر عمله، وعندها قد يبنى على الشيء مقتضاه.
أنطوان غطاس صعب