- Advertisement -

مصير لبنان… إذا رغبت إيران بتحييد أراضيها خلال ولاية ترامب…

Betico Steel

متى يمكن لأي هجوم ينطلق من الأراضي اللبنانية باتّجاه إسرائيل، أن يُوَصَّف على أنه ردّ إيراني على تل أبيب، بعد الضربة التي وجّهتها لإيران، قبل نحو أسبوعَين؟

العراق وسوريا

فإذا راقبنا حركة الأذرع الإيرانية المنتشرة على مستوى المنطقة عموماً، نجد أن السلطة الرسمية العراقية حيّدت العراق عن وحدة الساحات، وعن الانغماس بالمواجهات، وأنها أقنعت قادة الفصائل المسلّحة الحليفة لإيران بالعمل وفق خطة الحكومة العراقية لمواجهة شرارة الحرب في الشرق الأوسط.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

ووصلت الأمور الى حدّ انتزاع وعد رسمي من تلك الفصائل بأنها لن تتحرك بما يتسبّب بإشعال حرب، أو بردّة فعل ضد العراق، وهو ما يؤكده أكثر من مصدر عراقي رسمي.

وإذا انتقلنا الى سوريا، نجد أن دمشق “فاترة” تجاه أي نوع من التحرك الحربي، منذ بداية حرب غزة في تشرين الأول 2023، وأنها ملتزمة بالتفاهمات السورية الرسمية مع الروس، والتي لا تحبّذ أي إقحام لسوريا بهذا النوع من المواجهات.

الكلفة اللبنانية

وبالانتقال الى الحوثيين في اليمن، نجد أن جبهتهم بعيدة من منطقتنا نسبياً، وهي غير مُحدِثَة لأي أثر حقيقي إلا على صعيد ما يحصل في البحر الأحمر.

وبالاستناد الى ما سبق، لم يَعُد لدى طهران سوى الجبهة اللبنانية، كجبهة متقدّمة لها في ما لو أرادت تنفيذ أي ردّ عسكري على إسرائيل من خارج أراضيها، خصوصاً بعد انتخاب دونالد ترامب في أميركا، وهو الرئيس الذي قد ترغب إيران بتحييد أراضيها عن أي مواجهة خلال مدّة ولايته، وذلك بموازاة استخدام الأراضي اللبنانية ربما، للقيام بأي تحرّك حربي، بعدما بات لبنان الأرض الأكثر قابلية للأنشطة الإيرانية.

ولكن ما مدى كلفة ذلك على الدولة اللبنانية؟ وعلى الشعب اللبناني؟

يدفع الثمن

أشار رئيس جهاز العلاقات الخارجية في “القوات اللبنانية” الوزير السابق ريشار قيومجيان الى أن “العنف العسكري مستمرّ نتيجة لانخراطنا في حرب ليست لمصلحة لبنان، وهو ليس مسؤولاً عنها لا على المستوى الشعبي ولا الرسمي. فمنذ 8 تشرين الأول 2023 قُلنا إن لبنان وحده سيدفع الثمن في النهاية، لأنه بات واضحاً أن وحدة الساحات سقطت. فالسوري حيّد نفسه لمصلحة نظامه، كما بسبب التأثير الروسي ورغبته بعدم التدخّل. فيما أظهر العراق رغبته بالحياد منذ البداية، بتصريحات رسمية عديدة، وبمواقف المرجع الشيعي السيستاني، التي تؤكد رغبة واضحة بضبط قرار الحرب والسّلم بيد الحكومة العراقية”.

ولفت في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أن “حزب الله” هو آخر من تبقّى من الأذرع الرئيسية لإيران، المنخرطة بالحرب. وللأسف، لبنان هو الذي يدفع الثمن، الى جانب بيئة “الحزب” في الضاحية والجنوب والبقاع، والشعب اللبناني كلّه اقتصادياً ومالياً وسياحياً ومعيشياً”.

تسليم السلاح

وشدّد قيومجيان على أنه “بعدما وصلنا الى المحظور، يجب على الحكومة أن تتحدث مع “حزب الله” وتقول له كفى، لا سيّما الآن بعد انتخاب ترامب وفشل الوساطة الأميركية. كما من واجب الحكومة أن تقول جهاراً وأمام العالم كلّه، إنها سترسل الجيش اللبناني الى كل المناطق الآن، وإنها ستطلب من “الحزب” أن ينسحب من الأرض”.

وأضاف:”هذا يحتاج الى قرار علني، والى مطالبة “الحزب” بوقف الحرب العبثية تلك، خصوصاً بعدما بات واضحاً أن لبنان وجبهة الجنوب صارا آخر المواقع التي تقاتل إيران من خلالها، لتجعلهما ورقة بين يدَيها على طاولة المفاوضات حول مستقبل الملف النووي، واستمرار وجود النظام الإيراني، وتجنّب الضربات على مواقعها النووية والنفطية”.

وتابع:”هنا نسأل “حزب الله” وإيران أيضاً، ما الحكمة من استجلاب الدمار الى مطار بيروت، من جراء  استهداف مطار بن غوروين في إسرائيل؟ ولماذا التسبّب بمثل هذا الأمر الخطير؟ أين الحنكة في ذلك؟ ولماذا قد ترغب إيران بتدمير مطار بيروت وسط مساعٍ لبنانية رسمية حثيثة لتحييده عن القصف؟ هل الهدف هو التسبّب بتدمير لبنان أكثر بعد؟”.

وختم:”هذا يضع مسؤولية إضافية على عاتق الحكومة اللبنانية، وهي مطالبة “حزب الله” بتسليم ترسانته العسكرية للجيش اللبناني، خصوصاً بعدما أثبتت تلك الترسانة عجزها عن حماية القرى والمناطق اللبنانية من التدمير”.

أنطوان الفتى – وكالة “أخبار اليوم”

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد