كتب (البروفيسور إيلي الزير)
أن يُطلق جيش العدو الإسرائيلي النار على ضباط وعناصر الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية فيسقط منهم شهداء وجرحى، هو تأكيد جديد على أنّ هذا العدو يستهدف لبنان وكلّ اللبنانيين دون تفرقة أو تمييز. أن يطلق نيرانه الحاقدة على الجيش اللبناني هي رسالة تؤكّد أنّ هذا العدو لا يريد سلاماً، ولا يريد وقفاً لإطلاق النار، ولا يريد تنفيذ القرارات الدولية وعلى رأسها 1701.
إنّ تطبيق القرار 1701 يقوم على وجود وانتشار الجيش جنوب خط الليطاني مع قوات اليونيفيل. فعندما يعمد العدو الإسرائيلي إلى الاعتداء على اليونيفيل، ثم إلى قتل ضباط وعناصر الجيش اللبناني، فهو يعمد إلى إفراغ القرار الدولي من مكونات وجوده وأعمدة إمكانية تنفيذه.
ليس صحيحاً أنّ نتنياهو يريد إعادة سكان المستوطنات الشمالية إلى منازلهم، بل الصحيح أنّ نتنياهو يريد إفراغ الجنوب ليس من اللبنانيين فقط وسكان القرى اللبنانية، بل يريد إفراغ الجنوب من الشرعية المتمثلة بالجيش اللبناني وقوات اليونيفيل.
إنّ الحكومة اللبنانية وكلّ القوى السياسية مدعوة للعمل الحثيث الدبلوماسي والسياسي والإعلامي للضغط لإفشال هذا المشروع الشيطاني الذي يهدد وحدة الوطن وأمنه الاجتماعي. إنّ كافة النازحين يجب أن يعودوا إلى منازلهم وأرضهم عند انتهاء الحرب. والاستخفاف بهذه النقطة تحديداً، هو تهديد لأمننا القومي والمجتمعي.
إنّ القنبلة الأصعب التي صنعها الإسرائيلي ضدّ لبنان ورماها على لبنان هي قنبلة النزوح، وإفراغ الشريط الحدودي من ساكنيه. هو إشعال لهذه القنبلة التي إذا انفجرت ستصيب كلّ الوطن بمقتل. فالتحرك المطلوب لإحباط هذه المؤامرة، هو بمثابة عملية إنقاذ للوطن وأمنه واستقراره من براثم الفوضى التي يخطط لها العدو الإسرائيلي.
مخطئ من يظن أنّ إسرائيل تريد الأمن والسلام للبنان لأنّ لبنان الآمن المستقر المزدهر يشكّل خطراً على إسرائيل واقتصادها. فيما لبنان الفوضى هو الذي يُشعر هذا العدو بالأمن والأمان.