كشف الناطق بإسم الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان أن بلاده تجري حواراً صعباً مع إيران، حتى تنخرط في عملية تؤدي إلى وقف إطلاق النار في لبنان.
ودعا إيران الى أن تساهم بشكل كامل بجهود الحلّ في لبنان، والى عدم تأجيج التصعيد الإقليمي.
باريس – طهران
ما سبق ذكره، هو اعتراف فرنسي بسيط بأن باريس تتفاوض مع طهران من أجل وقف الحرب في لبنان، وذلك من دون أن تنتظرا موافقة أو عدم موافقة الدولة اللبنانية على ذلك.
وبالتالي، فرنسا تتفاوض مع إيران، وإيران تتفاوض مع فرنسا والعالم، حول لبنان. وهناك أكثر من مؤشّر يُفيد بأن إدارة الحرب في لبنان تتمّ بأيادٍ إيرانية. وهذا كلّه، فيما تجهد بعض المواقف الداخلية لإظهار أنها تضع النقاط على الحروف للإيرانيين، وأنها تفاوض هي بإسم الدولة اللبنانية بشكل تامّ وحرّ.
ممثّل خاص؟
وما يعمّق من عذابات الداخل الرسمي اللبناني، هو ما نُقِل عن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على مستوى إعلانه عن ممثّل خاص له مستقرّ في بيروت، يجري محادثات يومية مع المسؤولين اللبنانيين.
وهذا قد يشكل الدليل الأكبر على أن “نصف الانتفاضة” المحليّة الرسمية التي شهدها البلد قبل أيام بوجه طهران، ربما تكون مُحاكة بخيوط إيرانية في الأساس، للقول إن لبنان ليس محتلاً من إيران، وليس أكثر من ذلك.
ليس متكيّفاً
أشار الوزير السابق رشيد درباس الى أن “لا شك في أن النفوذ الإيراني معروف، وكان يتمّ التكيّف معه في الماضي. بينما يقول رئيس حكومة لبنان (نجيب ميقاتي) اليوم إنه ما عاد يتكيّف بالطريقة نفسها الآن، في الشكل على الأقل. وبالتالي، اعترض رئيس الحكومة على أن يحاول أي طرف خارجي أن يأخذ التمثيل اللبناني بهذا الشكل المباشر، وقال إنه ليس موافقاً على ذلك، وهذا يُبنى عليه لما بعد”.
ولفت في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أن “النفوذ الإيراني ليس سرياً، ولكن الإيرانيين وصلوا لدرجة أنهم صاروا يريدون أن يعلنوا عنه، وهذا يعني وكأنهم يريدون تكريس أمر واقع جديد علني، دولي وإقليمي، بينما يقول لهم رئيس حكومة لبنان إنه لا يوافق على ذلك، وإنه ليس بوارد التكيّف معه”.
الواقعية…
وعمّا إذا كان يتوجب على الفريق الشيعي المحلّي الحاكم أن يعبّر عن الانزعاج من التدخل الإيراني المُفرِط في الشؤون اللبنانية، أكثر من رئيس الحكومة، قال درباس:”الطرف الشيعي لن يعبّر عن أي انزعاج. وبسبب صمت الطرف الشيعي اللبناني، يتصرف الإيرانيون بالملف اللبناني بالطريقة التي يقومون بها”.
وختم:”لا مجال لتطبيق أي قائمة واضحة في لبنان الآن. فالمجال كلّه متروك للأمر الواقع، ولحرب يُستباح فيها كل شيء. ومن هنا، لا بدّ من التركيز على الأمور المبدئية، من دون الخروج من الواقعية”.
أنطوان الفتى – وكالة “أخبار اليوم”