المركزية – تتعاظم المخاوف من تداعيات المعالم التصعيدية الاخذة بالاتساع على الجبهة الجنوبية وطاولت بالامس غالبية المناطق اللبنانية. والخشية حتى في حال استبعاد الحرب الواسعة من استشراس حرب الاستنزاف وتماديها لوقت طويل لتحويل المناطق الحدودية الامامية الى ارض محروقة على ما تعمل اسرائيل .تتعزز هذه المعطيات في ظل ما تردد عن ان الموفد الاميركي الى المنطقة اموس هوكشتاين تبلغ في اسرائيل موقفا جامعا بالاتجاه الى توسيع العمليات العسكرية في لبنان . علما ان الحركة الدبلوماسية الغربية والدولية الاخيرة حيال لبنان سواء في ما يتصل بالوضع الخطير فيه او في ما يتعلق بملف الازمة الرئاسية، اظهرت تعاظم القلق الدولي بقوة على لبنان في الفترة المقبلة الفاصلة عن موعد انتخابات الرئاسة الاميركية بما يوحي ان المرحلة محفوفة بخطورة عالية خصوصا اذا تبين ان التمرد الاسرائيلي على الادارة الاميركية الضاغطة من اجل منع حرب واسعة في لبنان سيترجم بأشكال تصعيدية مختلفة في لبنان على ما يتبدى. والمخاوف من طغيان الوضع العسكري برزت في الجمعية العامة للامم المتحدة في اجتماعها بالامس.
النائب التغييري ملحم خلف يقول لـ”المركزية” في السياق ان في حين كان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو واعضاء حكومته المتطرفة يتحدثون بالامس عن سعيهم لتغيير خارطة الشرق الاوسط ودوله، ترانا نحنا غافلون عما يجري حولنا . عوض ان نبادر الى انتخاب رئيس الجمهورية نمعن في هدم ما تبقى من مؤسسات الدولة قائما. في وقت يواجه لبنان لا اقول مرحلة خطرة فحسب انما مصيرية تتعامل فيها اخطار ثلاثة : اولها الحرب المفتوحة من الخاصرة الجنوبية .ثانيها تعاظم النزوح السوري وتمدده في المناطق اللبنانية .وثالثها التدمير الممنهج للمؤسسات والدولة . عجيب امرنا، الفلسطينيون يقاتلون منذ سبعين سنة ليكون لهم دولة في حين نحن نتسابق ونتقاتل لهدم الدولة. العالم اجمع يحسدنا على هذا الوطن وابناؤه يتطلعون لمغادرته لا لشيئ الا بسبب منظومة حاكمة متحكمة استولت على مقدراته ايام الحرب ولا تزال اسيرة تلك العقلية .
ويتابع ردا على سؤال مؤكدا ان لبنان دخل مرحلة استنزاف طويلة الامد وعوض ان يبادر الى انتخاب رئيس الجمهورية واعادة الانتظام العام للدولة نرى القيمين على اموره يرهنون البلد لمحطات اقليمية ودولية .جديدها اليوم الانتخابات الاميركية التي لن تكون الادارة الجديدة فيها قادرة على ترتيب ووضع اولوياتها اذا كنا من ضمنها قبل شهري ايار وحزيران المقبلين . لبنان متروك لقدره وهو يستوجب انقاذا عاجلا ووقف تدميره من قبل اسرائيل كونه غير قادر على الصمود الى تلك الاماد مع فقدان الحس الوطني وحرب مقدسة اسرائيلية لا تتوقف الا بإزالة الآخر.
يوسف فارس – “المركزية”