ايا كانت نتائج المفاوضات الجارية بزخم كبير لتسييل مبادرة الرئيس الاميركي جو بايدن لوقف اطلاق النار في قطاع غزة، والتي تحوّلت الى قرار اممي صادر عن مجلس الامن الدولي، على لبنان التحضّر للتعامل مع تداعيات النتائج، والتي قد تترجم مزيدا من الضغوط، والاخطر فيها العودة الى سلاح الضغط الاقتصادي ببعده المالي.
من هذا المنطلق، يقول مرجع روحي لوكالة “اخبار اليوم” ان “لبنان يمتلك سلاحا لا يُشترى انما يُعاش، وهو من نعم الله علينا، وهو سلاح التنوع والتعايش معا، ما يعني ان مجتمعنا اللبناني هو مجتمع سلام، وما ولِد لبنان الكبير الا ليصير لبنان السلام”.
وينبه المرجع الى “خطيئة يرتكبها الكثيرون من المستويات المختلفة عندنا، وهي اعتبار ان قرار السلام والحرب بيد لبنان، بينما الحقيقة الواضحة والساطعة ان قرار السلام والحرب منذ اربعينيات القرن الماضي هو بيد اسرائيل، التي خاضت الحروب المتتالية، واحتلت الاراضي العربية، واجتاحت لبنان بريا لمرتين عدا عن العديد من الاجتياحات الجوية والبحرية، وهي التي تقوم على مفهوم الحرب كونها مجتمع حرب وليست مجتمع سلام”.
ويرى المرجع ان “المطلوب هو تقوية الجيش اللبناني، بما يمكّنه من المواجهة والصمود في وجه العدوانية الاسرائيلية، خصوصا وان الجيش يمتلك من الخبرات والقدرات البشرية ما يجعله قادرا على حماية لبنان اذا توفّرت له القدرات التسليحية واللوجستية اللازمة”.
ويعتبر المرجع انه “لحين الوصول الى مرحلة تمكين الجيش من القدرات اللازمة للمواجهة والتصدي للمخاطر على انواعها وعلى رأسها العدوانية الاسرائيلية، فان المقاربة الحقيقية للمواجهة مع العدو، يجب ان تقوم على ركيزتين اساسيتين:
الاولى: في ظل الحرب يوجد في لبنان سلاحان أُحارب بهما ولا ألغي أي سلاح منهما، اي سلاح الجيش وسلاح المقاومة.
الثانية: تأجيل أي نقاش حول الحرب وفتح الجبهة في الثامن من تشرين الاول الماضي الى حين تضع هذه الحرب اوزارها، حينها من الطبيعي وضع سلوك حزب الله على مشرحة النقد والتحليل والقياس”.
ويجدد المرجع التأكيد على ان “السلام المنفرد ليس سلاما على الاطلاق، والحل للصراع العربي الاسرائيلي هو بالسلام الشامل والعادل القائم على اعطاء الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير واقامة دولته المستقلة، ومن دون ذلك فان شبح الحرب سيبقى قائما وسنستمر بالعيش في هدن بين الحروب”.
داوود رمّال – وكالة “أخبار اليوم”