المركزية – تمضي الاوضاع في لبنان على تدحرجها السلبي على كافة الصعد. الافق السياسي وما يتصل منه بالانتخابات الرئاسية مقفل تماما ولم تنفع المساعي الداخلية والخارجية في دفعه من دائرة التعطيل المحشور فيها. اما الاقتصادي والمالي فحدث ولا حرج في غياب اي خطة نهوض من الكارثة التي انحدر اليها. كذلك حال الاستقرار المهتز في البلاد المدفوع نحو الانفجار بتصاعد العمليات القتالية في الجنوب وارتفاع نسب التفلت والجريمة في الداخل. والأدهى في هذا السياق الصورة السوداوية التي عاد بها نواب زاروا واشنطن مؤخرا ناقلين للمعنيين أن لا انتخابات رئاسية في حزيران على ما لحظه بيان الخماسية ولا حتى في الصيف كما يشيع البعض، كون الاهتمام الاميركي والغربي بلبنان واستحقاقاته لا يرقى الى مستوى الضغط على الحلفاء في لبنان لانجاز تسوية رئاسية تفتح باب الانفراج السياسي والاقتصادي. اضافة الى ان الاميركيين باتوا مقتنعين بأن الملف الرئاسي مؤجل حتى انجاز اتفاق للنزاع الحدودي بين لبنان واسرائيل. علما ان الموفد الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين اكد بدوره للنواب أن انتخاب الرئيس اللبناني قرار بيد القوى والمكونات السياسية اللبنانية وليس لدى الاميركيين.
النائب التغييري ياسين ياسين يقول لـ”المركزية”: طبيعي ان لا تعير الادارة الاميركية الحالية برئاسة جو بايدن اي اهتمام للاوضاع على ما يلاحظ، ليس في لبنان فحسب انما في مختلف دول المنطقة باستثناء اسرائيل ودعمها لها في حربها على غزة على رغم ما يرافقها من جرائم حرب باعتراف الهيئات والمنظمات الحقوقية والانسانية والعالم اجمع الذي وقف على حقيقة الكيان الصهيوني العنصري والغاصب للحقوق. الاهتمام الاميركي الراهن بإسرائيل يعود لكونها ناخبا اساسيا والصوت اليهودي اساسي في السباق الرئاسي المصحوب اليوم بانتخابات عامة بلدية وحكام ولايات ومجلس شيوخ اضافة الى اقرار قوانين. اعتقد ان العملية الديموقراطية الاميركية لن تخلو من مفاجآت ستنسحب على وحدة القرار والاستقرار. من هنا، قد يكون واقعيا ما قيل ان لا انتخابات رئاسية في المدى المنظور، علما ان وصول دونالد ترامب الى البيت الابيض سيزيد الامور تعقيدا في لبنان والمنطقة. صحيح ان سياسة الادارة الاميركية واحدة لكن للرئيس كلمة مؤثرة في النهج الخارجي. ترامب يكن العداء لايران واللامبالاة للعديد من دول المنطقة. الامر الذي ينسحب على لبنان سلبا ومزيدا من التعطيل والانهيار، خصوصا ان المنظومة الحاكمة مهتمة بمصالحها وغير معنية بأحوال الناس الذين تزداد معاناتهم مع غياب المعالجات ومرور الايام. في حين ان القضاء بدوره مصاب باللوثة السياسية ويتبع لهذا الفريق اوذاك.
يوسف فارس – “المركزية”