عمر الراسي – اخبار اليوم”
تراجعت صباح اليوم حدة التظاهرات في مختلف المناطق الفرنسية، وساد هدوء في مدن كانت شهدت توترات واشتباكات في الليالي الماضية، في سياق أعمال شغب هزت ارجاء فرنسا عقب قتل الشرطة لشاب صغير نائل المرزوقي.
و”منح الهدوء النسبي الذي أعقب 5 ليال من أعمال الشغب الصاخبة حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون فرصة لالتقاط الأنفاس في معركتها لاستعادة السيطرة على الوضع، بعد أشهر قليلة من احتجاجات واسعة النطاق على إصلاح نظام التقاعد الذي لا يحظى بشعبية وقبل عام من استضافة الألعاب الأولمبية الصيفية”، بحسب سكاي نيوز.
اما لبنان- الذي يعول على مهمة الموفد الرئاسي جان ايف لودريان، لانقاذه من ازماته التي ادت الى فراغ مستمر منذ اكثر من ثمانية اشهر دون اي افق للحل- فانه يراقب التطورات الفرنسية، وسط سؤال اساسي عن مدى انعكاسها على الجولة الثانية من الاتصالات التي يفترض ان تقود لودريان الى بيروت في النصف الثاني من الشهر الحالي.
يشرح مصدر ديبلوماسي غربي، عبر وكالة “أخبار اليوم” ان فرنسا في حالة الطوارئ، حتى ولو لم يتم الاعلان عنها، لا سيما بالنظر الى الطريقة التي تتصرف فيها الحكومة على مستوى نشر القوى الامنية، الامر الذي سيؤثر على المسارات الحكومية كافة، من ضمنها الملف اللبناني، لكن ليس لدرجة تعطيل كل النشاط، وبالتالي ما يحصل في فرنسا يؤثر على ملفاتها الداخلية، اكثر مما يؤثر على مهمة لودريان الخارجية، وان انعكس الامر تأخيرا حيث الاخير لن يستطيع ان ينسق بشكل يومي ودائم مع الرئيس ماكرون، لكن هذا لن يصل الى درجة الغاء الدور او المهمة
وردا على سؤال، يعتبر المصدر انه بغض النظر عن الدور الفرنسي وقدرته على تحريك المياه الراكدة، فان هناك واجب على المسؤولين اللبنانيين القيام به، حيث المشكلة ليست فقط في الخارج بل ايضا في الداخل، مذكرا ان لودريان الذي يتابع الملف اللبناني منذ انفجار مرفأ بيروت- في 4 آب 2020 وزيارة الرئيس الفرنسي الى لبنان في اليوم التالي- وهو يكرر بان باريس مستعدة للمساعدة ولكن على اللبنانيين ان يساعدوا انفسهم.