- Advertisement -

- Advertisement -

رياح التغيير تلفح المنطقة…هل حان دور لبنان؟

يولا هاشم

المركزية – لا شك في ان المنطقة مقبلة على مرحلة من التسويات والتفاهمات الكبرى تحت وهج الاتفاق الايراني – السعودي والتفاهمات العربية – العربية التي تلفح برياحها الايجابية كل الساحات بدءا من اليمن مرورا بالعراق وسوريا وصولا الى لبنان. فمتى يحين دور لبنان؟

مدير معهد الشرق الاوسط للشؤون الاستراتيجية الخبير الاقتصادي الدكتور سامي نادر يؤكد لـ”المركزية” ان “المتغير الاساسي في المنطقة يكمن في التقارب بين ايران والسعودية، تقارب بين قوتين اقليميتين اساسيتين كانتا على صراع محتدم، أثرت تداعياته على أكثر من ساحة. هذا التقارب يخلق اليوم دينامية جديدة”، مشيرا الى ان “لبنان كان احدى هذه الساحات المتأثر بهذه الدينامية، وبالصراع الذي كان قائما وبطبيعة الحال سيتأثر بالتقارب. لكنه ليس الساحة او القضية الوحيدة، وبالتالي لم يحن الوقت، برأيي كي يصبح لبنان اولوية او يصل دوره”.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

ويؤكد نادر ان “لبنان ليس أولوية، إذ يسبقه ملف اليمن، وأيضاً الملف الذي يهم أمن السعودية وتم تذكير لبنان به اكثر من مرة وهو ملف الكبتاغون والمخدرات الذي يُعتبر مهما بالنسبة للسعودية، بالإضافة الى ملف العراق الذي تجمعه بالمملكة حدود مشتركة، وايضا الملف السوري. وهنا لا أجزم بأن الملف السوري سيمر قبل اللبناني”.

ويضيف: “من الجهة الايرانية ايضا هناك لائحة من الطلبات، اهمها موضوع التقارب الاقتصادي بعد السياسي، لأن الأهم بالنسبة لايران هو ايجاد متنفس اقتصادي. كما يهم طهران مسألة التطبيع مع النظام السوري، وعودة نظام بشار الاسد المتحالف معه الى الاسرة العربية وفك الحصار العربي عنه، لتأتي بعدها مساعدة لبنان اقتصاديا”.

ويتابع: “إذا نظرنا من منظار البلدين الكبيرين، نرى ان لبنان ليس اولوية، نحن اولوية بالنسبة لأنفسنا ونظن أن بلدنا يأتي قبل الآخرين. لكن بالنظر الى مصالح الكبار الموضوعة على الطاولة نرى ان لبنان ليس في رأس لوائح اهتماماتهم، بل مجرد اهتمام يأتي دوره، لأن ثمة امورا أخرى كثيرة يجب ان تُحلّ قبله، يمكن تلخيصها بثلاثة امور اساسية يجب ان تتحقق بنجاح: الاول ان تكون التهدئة في اليمن مستدامة واقفال هذا الجرح النازف في الخاصرة السعودية الذي كان مصدر تهديد ومزعزع للاستقرار، والثاني مسألة المخدرات واختراقها المجال السعودي وما تشكله من تهديد مجتمعي لها، الثالث ملف العراق لما له من أهمية جيو- استراتيجية بالنسبة الى المملكة. اذا يجب ان يتخطى التقارب هذه المحطات الثلاث بشكل ايجابي قبل ان يصل الى لبنان بشكل ايجابي”.

هل سيكون في لبنان طرف ما رابح وآخر خاسر في هذه التسوية؟ يجيب نادر: “الامر متوقف على كيفية وصول التسوية الى لبنان، ولأننا لسنا اولوية فمن الممكن مثلا ان يكون هناك فريق، ايران مثلا، تكسب في لبنان وتسلم في مكان آخر في العراق او العكس، هذا يتوقف على التسوية التي تحصل بين الكبار بناء على مصالحهم واولوياتهم، وهذا ما لم يعِه اللبنانيون وما زالوا يسلمون امرهم الى الخارج، لأن لا سلطة محلية مكونة تمارس سيادتها وتصوغ سياسة مبنية على اولوياتها. الامور “فالتة” ولا إدارة جيدة للبلد، لذلك هو يترنح شمالا ويمينا مع كل نسمة هواء تهب عليه”.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد