- Advertisement -

- Advertisement -

من أين نبدأ ؟

 
بقلم : العميد الركن المتقاعد زخيا الخوري

أنبدأ من 13 تشرين 1990 ، مع بداية دستور جديد للبنان لم يتكلّل بالتّطبيق الكامل ، بسبب أنانيّة الأحزاب التقاسميّة ، وسوء إدارة الوزارات والقطاعات ، والطّمع بالمحاصصة .
أم نبدأ بالـ 2005 بعد إستشهاد الرئيس رفيق الحريري ، وتحويل المنطقة من ربيع عربي الى شرق أوسط جديد ، لنشاهد الفوضى في الدّول العربيّة ، دولة تلو أخرى ، وذلك من خلال مخطّط إسرائيلي أميركي لتفتيت وإضعاف المنطقة ، لتنخرها الصهيونيّة وتهيمن عليها .
أم نبدأ من 17 تشرين ، الشرارة التي كسرت ظهر لبنان بنظر البعض ، في حين أن البعض الآخر إعتبرها بداية خلاص لبنان ، والتخلّص من المنظومة الحاكمة التي نهبت وسرقت وأفلست الدولة .
الدولة التي عرفت في الستينيّات بسويسرا الشّرق ، أصبحت في العام 2022 مكب لمشاكل المنطقة .
قدّر لهذا اللّبنان مصيبتين : الأولى أنّه متاخم لحدود العدو الاسرائيلي ، والثانية انّه في باطن أرضه ومياهه نفط وغاز وفيرين .
لذا خطّط لهذا البلد أن ينهار وبسرعة فائقة ، حوصر وإنهارت مصارفه ، قطع عنه البنزين والمازوت ، منع عنه الكهرباء والغاز من مصر والأردن ، إنهارت مؤسّساته ، تفلّت القضاء فيه ، وتلاشت مؤسساته الأمنية مادياً ومعنوياً حتى وصل بها الأمر بالإعانة الخارجيّة ، وبقي الحال على ما هو عليه إسترضاء الخارج من الدول كلّ على هواه ، لأنّهم تآمروا وكلّ يريد حصّته والمحافظة على امبراطوريّته التي عرشها مخمليّ ، ولكن بيئتها قد تصبح غريبة .
المخطّط الرئيسي وصل الى مبتغاه ، بالحصار والإفلاس ، وعدم التمكّن من النّهوض حتى ينال ما يريد من التّرسيم البحري والبري ، والتوطين ، والتطبيع ، والتغيير الديموغرافي بالنازحين ، كل هذا ولا تزال الأحزاب ولاءاتها للخارج ، ويا للأسف لمصير هذا البلد الذي عرف من أين يبدأ ، ولكن لن يعرف إلى أين سيذهب ؟!

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد