الخوري شربل الخوري ، نفح قداسة في صلاة العمل ، هكذا يمكن وصف كاهن رعيّة سيّدة عمشيت .
الأعمال تكشف معدن الرجال . ما كان الكون ليكون لولا عمل الربّ ، وما كان التقدم ليحصل لولا عمل الإنسان.
يقول المفكر اللاهوتي تياري دي شاردان :” العمل هو أفضل صلاة ” ، فكيف اذا التقت الصلاة مع العمل ، إنطلاقاً من تعاليم الربّ يسوع .قد تكون ثمرتهما القداسة ، كما مع الطوباوي يعقوب الكبوشي .
جمع الخوري شربل الخوري ، بين الصلاة والعمل ، بين الخدمة والعطاء ، بين التضحية والتفاني . فكانت مواعظه من عطر القداسة ومواهبه في خدمة العمل ، والعمل في خدمة الإنسان. والإنسان عنده عابر للعِرق واللون والدّين ، وفوق الجغرافيا والتاريخ والتراث ، هو الانسان المخلوق بمشيئة الربّ الإله وهو نقطة الإرتكاز في بوصلة كل اتجاه ، سواء في المجتمع اوالدولة او الوطن .
تحلّى الأبونا شربل الخوري بالقيم المسيحية ووضعها في خدمة القيم الإنسانية ولم يبخل بها بخوراً في القيم الوطنية ، كما يظهر من عظاته التي تلامس المُثل في أداء المسؤولين المدنيين .
جَمَعَ الأبونا شربل ، وهو الإسم الذي يعشقه وقد بنى كنيسة تحمل إسم القدّيس قرب منزله في بلدة نهر إبراهيم ، بين الرسالة والتبشير، ونَصَرَ كل ضعيف مستجير ، وصَنَعَ خبزاً للفقير ، فإستحقّ من رعيّته كل الإحترام والتقدير ، لا بل تخطّى عمشيت إلى رِحاب القضاء ، والإعلام الذي إنطلق منه لنشر رسالة المحبّة والتضامن والتعاضد .
الخوري شربل الخوري صوت صارخ في بريّة الإستكبار والزئير وسوط ضارب في الهيكل الوثير .
خاص – “جبيل اليوم”