نتذكّر جيّداً أنه عندما بدأت الحرب تشتدّ قبل نحو شهرَيْن بإنذارات الإخلاء، وبهرب الناس من قراهم ومناطقهم، عانى الجميع من نقطة أساسية في ذلك الوقت، وهي غياب أي مظهر من مظاهر حضور الدولة على الأرض، حتى على المستويات التنظيمية والأمنية.
أين الخَلَل؟
وها نحن دخلنا مرحلة وقف إطلاق النار الآن، وسط انتشار أمني وعسكري في الجنوب وغيره من المناطق، إلا أننا رغم ذلك، لم نشعر بَعْد بأن هناك دولة لبنانية فعلية تُمسِك الأرض، وتؤسّس لمراحل جديدة مختلفة عن السابقة.
فأين يكمن الخلل على هذا الصعيد؟ وهل من ضرورة لقرار سياسي أوضح على تلك المستويات، يُطلِق يد كل القوى الأمنية والعسكرية اللبنانية، من دون أي اعتبار إلا لعلم واحد هو العلم اللبناني، ولسلاح واحد هو سلاح السلطة اللبنانية الشرعية؟
ليس بـ “كبسة زرّ”…
اعتبر عضو كتلة “الكتائب” النائب الياس حنكش أن “الجيش اللبناني بدخوله الى الجنوب فور بَدْء سريان وقف إطلاق النار، يُثبت أن الدولة هي وحدها القادرة على حماية الجميع، وأنها وحدها التي يجب أن تكون موجودة في المناطق التي كانت محرومة من حضورها فيها سابقاً”.
ولفت في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أن “الجيش بات موجوداً في الجنوب الآن، وبدأ يدخل الى مختلف المناطق حيث يستقبله الناس. وهذا المشهد ليس عادياً أبداً في الوقت الحالي. ولكن لا يمكننا أن نتوقع حضوراً للدولة مختلفاً عن الماضي بـ “كبسة زرّ”، وبين يوم وآخر. فهذا الموضوع يحتاج الى وقت، والى قرار سياسي، ولدينا اليوم فرصة كبيرة جداً في أن تبسط الدولة سيادتها في كل المناطق، في الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب والبقاع وكل مكان، بعد الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه لوقف إطلاق النار”.
“الرئاسية”
ودعا حنكش “كل الأطراف الى دعم المؤسّسة العسكرية، والى حصر السلاح بيدها على كامل الأراضي اللبنانية. ونحن ندرك جيداً أن هذه المسألة تحتاج الى وقت. ولكن لا بدّ من سلوك هذا الدرب، ومن وضع الأمور على السكة الصحيحة، تمهيداً للوصول الى لبنان خالٍ من السلاح غير الشرعي، بقبول من القوى السياسية كافة، ومن دون عرقلة”.
وأضاف:”إذا كانت جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في 9 كانون الثاني جدية، خصوصاً من جانب الثنائي (الشيعي) الذي كان يتسبّب بتطيير النّصاب في المرات السابقة، وإذا التزم هذا الثنائي بالأصول، فعندها ترتفع فرص إنجاز هذا الاستحقاق”.
وختم:”هناك تغييرات مختلفة عن السابق في الخطاب الذي نسمعه من نواب كتلة “التنمية والتحرير” الآن، وذلك رغم أن خطابات نواب “حزب الله” لا تزال على حالها. الجوّ تغيّر بعض الشيء، ولكن بموازاة الجدية اللازمة المطلوبة من الجميع، يجب علينا نحن أن نعمل منذ الآن حتى نصل الى قناعة عامة حول اسم يمكنه أن يصبح رئيساً للجمهورية، ويكون على مستوى التحديات التي يمرّ بها البلد”.
أنطوان الفتى – وكالة “أخبار اليوم”