«الوضع جزار».. كلمتان اختصر بهما خضر خضر صاحب مطعم «لو كاب» لتقديم المأكولات البحرية في ميناء عمشيت (وسط الساحل البحري اللبناني) حال الشغل في هذه الفترة.
وقال الرجل الخمسيني الذي حضر حروبا عدة ولم يقفل مطعمه منذ تسعينيات القرن الماضي: «لدينا ليوم الأحد حجز لطاولتين فقط، في حين كنا نستقبل أكثر من 300 شخص في هكذا يوم (نهاية الأسبوع في بيروت)، ونقلب الطاولات لدينا غير مرة وفقا لعدد الزبائن».
وتابع خضر: «الحركة شبه ميتة، ولم نشهد قدوم زبائن في بعض الأيام السابقة، فيما فتحنا يوم السبت 12 طاولة، وقبله ثلاث طاولات كحد أقصى. الناس خائفة، والبعض يؤثرون توفير مالهم لإنفاقه في القادم من الأيام في حال تفاقم الأمور. وأساسا تخف الحركة في هذه الفترة من السنة، بسبب انشغال الأهالي في التحضير لدخول أولادهم إلى المدارس والجامعات. وتقتصر الحركة على المتحررين من مسؤوليات والذين يملكون مالا وفيرا».
وأقر بالاستغناء عن خدمات ثمانية من فريق العمل المؤلف من 14 لديه، «بمنح غير المتزوجين منهم فرصا سنوية غير مدفوعة لمدة شهر. اعتمدت المداورة، متحسسا أوضاع الموظفين».
الشيء عينه في مطعم «نادي الصيد البحري – بيبي عبد» التاريخي في ميناء جبيل القديم، اذ قال مديره ميلاد نصر لـ «الأنباء»: «الحركة خجولة، واشتغلنا السبت بطاولة واحدة عصرا، ولدينا حجز لطاولتين يوم الأحد (أمس)، وربما نستقبل من يفكر في الحضور في الدقيقة الأخيرة».
وأشار أيضا إلى تقليص عدد العمال الذين كان يستعين بهم وفق «اليومية» في ايام الذروة. وذكر ان المطعم الآخر التابع للعائلة في ساحل حالات قضاء جبيل مفتوح، «من دون اختلاف في حركة الزبائن الخفيفة».
وعن بيوت الضيافة التابعة للمطعم في جبيل والواقعة على الدرج نزولا من كنيسة مار يوحنا القديمة إلى الميناء، قال نصر: «نفتحها عادة أمام السياح الأجانب واللبنانيين الراغبين تمضية ليلة، وغالبيتهم معروفون من قبلنا وهم من رواد المطعم. واخترنا إقفالها في الفترة الحالية، للحفاظ على طابعها كمأوى للراغبين في عيش تجربة الصيادين».
وكان مطعم «بيبي عبد» لمؤسسه جوزف عبد، تحول في الحرب الأهلية اللبنانية (1975 – 1990)، مقصدا للمراسلين الأجانب، الذين كانوا يعملون منه، ويرسلون تقاريرهم عبر خدمتي الفاكس والتلكس.
والشيء عينه في مطعم شبابي لبناني قبالة قلعة جبيل التاريخية، اذ شوهد فقط ثمانية رواد موزعين على طاولتين.
كذلك تحدث عدد من أصحاب المطاعم في بلدة اللقلوق الجبلية الجبيلية عن «حركة صفر، حتى على صعيد موسم صيد الطيور، اذ يخشى الصيادون استهدافهم خصوصا بعد تعرض إحدى المناطق الوعرة في اللقلوق لقصف الطيران الحربي الإسرائيلي».
اذا كانت مدينة جبيل النائية عن القصف قد شهدت خفوتا في الحركة، فما بالنا عن مدن أخرى سياحية باتت عمليا خارج الخدمة؟
ويجمع عدد من أصحاب المقاهي والحانات في سوق جبيل القديم، على «مرور هذه الأزمة، والأمل الا تطول الحرب، لتعود الحركة إلى سابق عهدها»
جويل رياشي – “الأنباء الكويتية”