تتّجه الأنظار إلى ما سيحمله اليوم السبت ويوم غد الأحد، من تقدم على صعيد المفاوضات الدائرة حول إرساء هدنة في غزة، إذ وصل وفد أمني إسرائيلي إلى القاهرة للمشاركة في مباحثات وقف إطلاق النار، في حين أفادت “الجزيرة” اليوم عن توّجه وفد من حركة حماس إلى القاهرة.
علماً أنّ المفاوضات كانت قد اصطدمت مؤخراً بعائق جديد يتمثل بممر فيلادلفيا، وهو شريط حدودي مع مصر أقامته إسرائيل.
وفي وقت قال فيه مكتب نتانياهو إن إسرائيل لن تقبل اتفاق هدنة من دون “السيطرة” عليه “لمنع إعادة تسليح” حركة في حماس، أكّدت مصر في المقابل رفضها ذلك، باعتباره “ينتهك معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية الموقعة في 1979 برعاية أمريكية”.
مصير لبنان معلّق بيوم “الإنثين”
في المقابل كشفت مصادر ديبلوماسية عربية لـ”المدن” بأنّ” الإدارة الأميركية مقتنعة بأن نتنياهو لا يريد الوصول إلى اتفاق وقف لإطلاق النار، وأنها غير قادرة على الضغط عليه لاتخاذ موقف معاكس. وهذا ما تجلّى في موقف وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، الذي حمّل حماس مسؤولية عرقلة الاتفاق. وبذلك بدا بلينكن وكأنه يمنح الغطاء السياسي اللازم لنتنياهو. ولكن في مواجهة الغطاء الأميركي لنتنياهو لمنع التصعيد، هناك تشدد في منعه بتوريط المنطقة بحرب كبرى، على قاعدة أن الموافقة على عرقلة المفاوضات لا تعني الموافقة أو إعطاءه ضوءا أخضر لتوسيع نطاق عملياته لا ضد لبنان ولا ضد إيران”.
في حين كشف خبير عسكري مطّلع لـ”الديار” انّ “حسم مسألة حصول حرب موسّعة على لبنان، سوف يتأكّد في اليوم التالي للردّ على اغتيال القيادي فؤاد شكر، فمنذ بدء المفاوضات في 15 آب الجاري، في الدوحة ومن ثمّ انتقالها الى القاهرة، فرمل الحزب وإيران ردّهما، لكيلا تتخذهما “إسرائيل” ذريعة لوقف المفاوضات”.
وتابع “بعد الويك- أند الحالي، تكون فرصة المفاوضات المستمرّة في القاهرة، ونجاحها أو فشلها، قد استُنفدت. فإذا جرى التوافق على إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة، ترتاح الجبهة الجنوبية في لبنان. أمّا إذا لم يتمّ التوصّل الى أي اتفاق، فإنّ الأمور سوف تذهب الى منحى آخر، والى خيارات مفتوحة أخرى. لهذا فإنّ الردّ سيأتي بعد انقشاع الصورة بشكل واضح، وليس قبلها لعدم تفويت فرصة التوصّل الى وقف إطلاق النار”.
واعتبرت المصادر أنّ “يوم الاثنين، يشكّل المحطة المفصلية أمام الخيارات المفتوحة”.
البيت الأبيض ينفي انهيار المفاوضات
إلى ذلك، قال البيت الأبيض، يوم أمس الجمعة، إن المحادثات التي تستضيفها القاهرة وتهدف إلى التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة “بناءة”، نافيا تقارير صحافية تحدثت عن “قرب انهيارها”.
وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي للصحفيين “تحقيق تقدم” في المباحثات، داعيا “جميع الأطراف التعاون للعمل نحو تنفيذ الاتفاق المقترح”.
وأضاف أن “المباحثات التمهيدية التي أجريناها في القاهرة الليلة الماضية كانت بنّاءة بطبيعتها. لذلك نريد أن نرى زخما مماثلا يتواصل هنا على امتداد الأيام القليلة المقبلة”.
وشدد كيربي أن بعض التقارير الصحافية التي تحدثت عن “قرب انهيار” المباحثات هي غير دقيقة.
“هنا لبنان”