أنطون الفتى – وكالة “أخبار اليوم”
إذا أخذنا في الاعتبار أن سوريا لا تزال تشكل تقاطعاً من المصالح والعلاقات والتنسيق في الشرق الأوسط بين الأميركيين والإسرائيليين والروس، وأنها أكثر الصامتين تجاه كل ما يجري في المنطقة منذ أشهر، وأنها تحسّن علاقاتها مع الدول الخليجية والعربية رغم عدم ابتعادها عن الإيرانيين ومصالحهم بشكل فعلي، قد نجد أنها من أكثر الدول التي ستقطف ثمار التسوية الإقليمية عندما تجهز، في مرحلة ما بعد الاتفاق على وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
لبنان… فوضى؟
فالى أي مدى سيحصل ذلك على حساب لبنان ومصالحه، خصوصاً أن الأخير لا يُحسن استغلال أي فرصة، ولا يرتّب أوضاعه الداخلية، ولا يُحدث نقلة نوعية على مستوى ملفاته المحلية، ولا تلك المرتبطة بالواقع الدولي؟ وهل يمكن لسوريا أن تعود الى انتظامها بعد انتهاء حرب غزة، ليدخل لبنان مدار فوضى إضافية مستقبلاً؟
خاسر؟
رأى عضو كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب الدكتور بلال عبدالله أن “الحرب الدولية الدائرة على أرض سوريا لا تزال على حالها. فالإيراني موجود هناك، ومثله الروسي والأميركي والتركي، ولا تسوية سياسية هناك بَعْد. وكل ما يجري فيها الآن لا يتجاوز تحييدها عن المواجهة مع إسرائيل تبعاً لظروف أو لاعتبارات معينة، وذلك رغم أن إسرائيل لا توفرها بالهجمات”.
وأشار في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أن “لبنان يخسر طبعاً لأنه لم يُنجز تسوية داخلية في الوقت المناسب. فهو لم يدبّر ملفاته الداخلية على صعيد إحياء المؤسّسات الدستورية، وانتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، وإنجاز خطة عمل إصلاحية سريعة. ولذلك، هو (لبنان) لن يكون رابحاً مهما كانت التسوية الإقليمية. والشيء الوحيد القادر على أن يجعله رابحاً في وقت قريب هو أن يحافظ على وحدته الداخلية ولو بالحدّ الأدنى، وعلى أرضه وناسه. فهذا هو الأهم بالنّسبة إليه الآن”.
تسوية داخلية
وأكد عبدالله أن “مشهد فلسطين يجعل الجميع قلقاً في كل الحالات. فلا أحد يعلم ماذا يُخفي لنا العدو الإسرائيلي. ردّة فعل إسرائيل على عملية 7 تشرين الأول الفائت مستمرّة بإبادة جماعية لكل الشعب الفلسطيني منذ 10 أشهر. وهذا يبيّن أن هذا العدو قادر على ارتكاب أي إجرام”.
وأضاف:”لا يمكن تقييم شيء منذ الآن. فنحن مرتبطون بالتسوية الإقليمية التي نتمنى أن تكون قريبة إذ لا أحد يريد اندلاع حرب شاملة وواسعة. والأهم هو أن نثبّت وحدتنا الداخلية أكثر. ولكن الأكيد هو أن بغياب رئيس للجمهورية وحكومة كاملة الصلاحية تحظى بإجماع وطني، سيكون موقعنا في التسوية أضعف”.
وختم:”لذلك حاولنا نحن في “اللقاء الديموقراطي” ومنذ اليوم الأول أن ندفع باتّجاه تسوية داخلية، ولا نزال ندعو الى ذلك. ولكن هذا يحتاج الى أن تتوقف كل الأطراف الداخلية عن رفع سقفها الى النهاية، والى أن تتراجع قليلاً الى الوراء لمصلحة البلد. وهذا ما لم يحصل حتى الساعة مع الأسف”.