بالرغم من تاريخ تل أبيب الدموي وإرثها المتأصل والضارب عميقا في تاريخ الإغتيالات والتصفيات منذ نشأة الكيان ليومنا هذا في صفوف أعدائها عبر مراحل الصراع العربي- الاسرائيلي ، لا يفاجأ المرء بالإنذهال أمام أي حدث أو تطور اغتيالي جديد،لكن ما حدث مؤخرا بإغتيال القائدين هنية وشكر لا تنطبق عليه إلا معايير إشعال إسرائيل حرب اغتيالات متتابعة بأسلوب خاطف وغير مسبوق تستهدف عبره تصفية قياديي الصف الأول من محور المقاومة.
عقب صاروخ مجدل شمس والمواقف التي حملت المقاومة المسؤولية وأجازت للعدو بالرد وشجعته على ذلك من دول الغرب إلى واشنطن ، وفي حمأة الإتصالات السياسية ، لم تكن واشنطن متبنية لمطالب العدو فقط بل كانت شريكة في أكبر عملية تضليل ساهمت بشكل فعال بغارة إستهداف القائد فؤاد شكر . وربما أصبح مفيدا جدا أن يتعظ محاوروها والمراهنون على دورها ومن ينقلون رسائلها وتهديداتها وأن يتصرفوا ولو لمرة واحدة بمسؤولية كاملة على غرار ما فعله الزعيم وليد جنبلاط بمكالمته مع هوكشتين وتعريته لأداء الدبلوماسية الأميركية وكشف زيف إنحيازها التام للعدو الإسرائيلي .
ما زلنا نسمع أراء كثيرة من جملة نخب ومثقفين عرب يعزفون على وتر المفاضلة بين الديمقراطي والجمهوري بالنظرة لموضوع فلسطين وقد غاب عن ذهن بعضهم أن توحش إسرائيل وجبروتها هدف أميركي يوحد روىء الحزبين ويجعلهما يتسابقان لكسب وتأييد اللوبي الصهيوني.
لذا سارعت واشنطن لحشد الاساطيل وحاملات الطائرات، ومارست ضغوطاً على حلفاءها العرب وبعض دول حوض المتوسط لمؤازرة إسرائيل وحمايتها من حمم صواريخ المحور ومسيراته من خلال تأمين مظلة حماية كاملة لدولة الكيان والحد من خسائرها بالرد المتوقع لتثبت أمام الجميع أن نتنياهو هدد وتوعد يبقى قرار الحرب وطبيعة الاغتيالات بيد الراعي الأميركي ويترك للاسرائيلي التنفيذ بأدواته القذرة.
فادي م. حيدر – كاتب سياسي