يسيطر القلق على اللبنانيين، بعد ما اتخذ حزب الله قرار الردّ ، ناهيك إلى ما يجري من تحرك في المنطقة على المستويات الميدانية من بوارج وطائرات، وسوى ذلك، وتحديداً من قبل الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا، تزامنا مع تحرك ديبلوماسي لهذا الدول للجم التصعيد واحتوائه، وإن كان مرسوماً تحت السقف قواعد الإشتباك، وهذا ما يمكن أن يحصل، بمعنى أن يقوم حزب الله بعمل عسكري كبير ويأتي الرد من العدو الإسرائيلي، وعندها تدخل هذه القوى على الخط لاحتوائه.
لكن الذين يطلعون على بواطن الأمور ومنهم سفير دولة كبرى في لبنان، يؤكدون بأن المرحلة ستبقى على ما هي عليه أي الستاتيكو باقٍ إلى حين الانتخابات الرئاسية الأميركية، لكن من غير المسموح أن يكون هناك حرب شاملة، بل العمليات ستبقى ضمن السقف المرسوم لها دولياً وإقليمياً، وهذا ما تم إبلاغه لإيران من قبل واشنطن بطرق ديبلوماسية غير مباشرة، والجميع يتفهم اللغة التصعيدية التي يدلي بها المسؤولين الإيرانيين وفي حزب الله، بعد اغتيال قياديين بارزين من الحزب وحركة حماس، فهذا التصعيد متوقع نظراً لحجم القياديين البارزين في الحركة والحزب، إنما تدرك إيران بأن أذرعها في المنطقة قد تتحرك، لكن من غير المسموح لها التمادي في توسيع رقعة الإشتباك، وتجاوز الخط الأحمر، لأنه عندها العدو الإيرائيلي سيخترق الخط الأحمر والخطر أن يقوم بضرب المنشآت المدنية والحيوية.
لذلك اللعبة أصبحت مفتوحة على كافة الإحتمالات، وينقل أيضاً بأن مسؤولين لبنانيين تواصلوا بعيداً عن الأضواء بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وإن كان على تواصل يومي معه، وتمنى عليه الضغط على الإدارة الأميركية والعدو لمنع أي تصعيد، وخروج الأمور عن مسارها، لأن لبنان لا يتحمل أن تقصف وتضرب المنشآت الحيوية، ولاسيما المطار، وبناء عليه فإنه وعد بأن ذلك لن يستهدف، لكن إذا حصل خطأ استراتيجي من المتقاتلين من الطرفين، عندها لا يمكن لأحد أن يلجم التصعيد ويمنع العدو من قصف المطار وسواه.
لذلك الأجواء ضبابية وصعبة، في حين أن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين أبلغ أحد كبار المسؤولين اللبنانيين، بأنه حتى اليوم لم يعد إلى تل أبيب، ويأتي إلى بيروت، لأنه يدرك بأن حزب الله لا يمكنه إلا أن يرد بعد مقتل أحد كبار مسؤوليه، وكذلك حماس بعد اغتيال اسماعيل هنية وإيران تعتبر ذلك حدث على أرضها، فهي ستسمح بالرد وتدعم حلفائها من اليمن إلى العراق وفلسطين ولبنان وسوريا، وعلى هذه الخلفية فعودة هوكشتاين غير متوقعة في ظل هذه الأجواء والظروف، إلا إذا كان هناك ما يستدعي العودة، لذلك لبنان يعيش حالة حرب حقيقية، بدليل أن الضاحية أفرغت من نصف سكانها ومناطق كثيرة في الجنوب والبقاع الشمالي، ما يدل على أن ثمة أكثر من سيناريو يعد في هذه المرحلة وأحلاه مر، نظراً لحساسية ودقة الوضع والظروف التي يمر بها البلد.
أنطوان غطاس صعب – صحافي