كتب المحامي أنطونيو فرحات :
تتكسّر العدالة في لبنان على أعتاب المصالح الفئوية والحزبيّة. فأركان السلطة لا يأبهون إلاّ لمصالحهم الشخصية الآنية، ضاربين عرض الحائط كل القيم والمصالح العليا للشعب والوطن.
وما تفجير أو إنفجار المرفأ إلاّ لخير دليل على ذلك، كيف لا، وعاصمة دمّرت وبيوت تهدّمت وضحايا سقطت ومصابين جرحهم “علّم” ولم يرفّ للمنظومة الحاكمة جفن.
إرتعبت الأخيرة لحظة وقوع الحادث الجلل، غير أنّها أدركت أنّ شعبها لا يحاسب ولا ينتفض، وما التحركات العفوية المطالبة بالحقيقة إلا مجرد “فورة كبد” لدى البعض دون أن يكون لديهم حسّ المواطنة وروح المسؤوليّة بالمحاسبة والمساءلة، أقلّه لإحقاق الحق ومعرفة الحقيقة وترسيخ مبدأ العدالة فوق رأس الجميع.
نعم، شعب مبنّج سرق ولم يفتح فمه ، دمّرت عاصمته ولم يفتح فمه، بعض من اللبنانيين يقرّرون عنه قضايا السّلم والحرب ولا يفتح فمه ، حكومة غائبة عن القيام بواجباتها ومجلس نيابي مشلول ومصادر ولا يفتح فمه، شعب يسكن في قلب الله المعنى الحقيقي لإسم لبنان باللغة السريانية ولا ينتفض ويكسر أغلال الطائفية والحزبية متى قصّر أو أهمل مسؤولوه عن القيام بواجباتهم المنوطة بهم، ليحاسبهم بغية تأمين إستمرارية وديمومة الدولة التي حلم بها أجدادهم وبذلوا لقيامتها كل غالٍ ورخيص. دولة تلتزم الحياد، سيّما بظل وجود أطماع جمّة من كل قريب وبعيد بسبب موقع لبنان الجيوسياسي وما يختذله من ثروات في باطنه وعلى سطحه.
ختاماً 4 آب ليس مجرّد ذكرى وإنّما قضية يجب أن تترسّخ بقلوب وعقول الجميع وأن تتوارث أحداثها من جيل لجيل لأخذ العبر بأنّه لا يموت حق وراءه مطالب وبأنّ العدالة لو أتت متأخّرة خيرٌ من أن لا تأتي أبداً.
بالنتيجة، لا بدّ أن نبصر نور العدالة من نار التّفجير مهما طال الزمن