لطالما نظرت سوريا الى لبنان كامتداد جغرافي وطبيعي لها، وكمحافظة من محافظاتها. ولطالما تماشى المجتمع الدولي مع دمشق بتلك الفكرة، بحسب الحقبات والمصالح والصفقات.
من جديد؟…
فهل تؤدي الصّفقة التي يُعمَل عليها لمنع التصعيد على الحدود اللبنانية الجنوبية على خلفية حرب غزة، الى اتّفاق يشمل سوريا أيضاً، بمستقبل دستورها، واقتصادها، ونفطها، وثرواتها…؟ وهل يُربَط مصير لبنان وثرواته بمصير كل ما في سوريا، من جديد، عبر التسوية الجنوبية؟
وهل تُبرَّد الجبهة الجنوبية للبنان بحلّ ديبلوماسي، يُعيد النّبض الى سوريا التي لم يشعر أحد بها عملياً منذ 7 أكتوبر 2023؟ وهل تُعيد مثل تلك التسوية إحياء أفكار وحدة المسار والمصير، لا سيّما عندما تجهز الصّفقة الشاملة المرتبطة بالمنطقة عموماً؟
لا يبشّر بالخير
أكد مصدر ديبلوماسي أن “ما كان يحكى عن تلازم المسارَيْن بين لبنان وسوريا قبل عقود، كان قراراً سوريّاً عُمِلَ على تنفيذه مع بعض اللبنانيين آنذاك، فيما لا يتعامل الخارج مع لبنان وسوريا على هذا الأساس بشكل رسمي”.
وأشار في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أن “ليس واضحاً حتى الساعة إذا ما كانت التسوية الديبلوماسية المرتبطة بجنوب لبنان ستشمل سوريا بالفعل. ولكن ما لا يزال في الواجهة بشكل أساسي، هو أن لا شيء يبشّر بالخير قريباً بالنّسبة الى مستقبل الحلّ السوري”.
بحث يومي
وشدّد المصدر على أن “حتى الساعة، وبحسب نتائج مؤتمر بروكسيل والمواقف الدولية، فإن لا أحد مستعجلاً على شيء، ولا أحد يريد إعادة النازحين السوريين في أي مكان الى سوريا. فلا خطط وبرامج للعودة، ولا حلّ مقبولاً إلا بتطبيق القرار 2254، وضمن حلّ سياسي معيّن يُعيد تكوين السلطة هناك”.
وأضاف:”هذا ما ليس متوفّراً في الوقت الحاضر. فالنظام قائم، وهو يرفض الحلول السياسية المطروحة، فيما لا يمكن لأحد أن يفرض شيئاً على هذا الصعيد أيضاً. والى حين نضوج التسويات، ليس أمام لبنان سوى أن يكون باباً مفتوحاً للنازحين السوريين والمشاكل المرتبطة بذلك”.
وختم:”الحرب السورية مستمرّة عملياً منذ 13 عاماً، وقد يرزح لبنان تحت نير أعباء مشاكلها الى أن تُقارَب أزماته المحليّة بعيداً من التمييع، وبإصرار محلّي مستمرّ. فحَجْم ونوعية المشاكل اللبنانية تحتاج الى بحث يومي، لا الى حماسة تحتدم في فترة وتنتهي في أخرى، وإلا فلن يكون شيئاً متاحاً لنا سوى البقاء في الخضوع والمماطلة والشعبوية، وبردّات فعلها العكسية على لبنان، بدلاً من إيجاد الإطار اللازم لحمايته”.
أنطوان الفتى – وكالة “أخبار اليوم”