باتت المبادرات الثلاثة متساوية في حظوظها، أي لا شيء، وتدور في حلقة مفرغة، وعلم أن وفد اللقاء الديمقراطي بعد عودة رئيسه تيمور جنبلاط من الأردن، سيزور مرجعيات روحية وسياسية، ويستكمل إتصالاته، إنما وفق المعلومات الموثوقة، فإنه ليس هناك من أي جديد سوى الإبقاء في دائرة الحوار، والأمر عينه بالنسبة لمبادرتي رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، أو تكتل الاعتدال الوطني.
وفي المعلومات المتداولة من جهات بارزة، فالموفد البابوي أمين سرّ دولة الفاتيكان بيترو بارولين، كشف بأنه تلقى وعداً فرنسياً وأميركياً بتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، لكن حرب غزة تأخذ حيزاً أساسياً عند المعنيين، في حين أن القرار متخذ لإنتخابه، إنما على أن يتوافق اللبنانيون.
ولهذه الغاية، فإن بارولين حضّ في لقاءاته الجانبية جميع الأطراف المسيحية على التوافق على مرشح رئاسي ينال رضا الجميع، وعلى المستوى الوطني العام، وحذّرهم من مغبّة التحولّات في المنطقة في حال إستمرّ هذا الفراغ، لأن الأوضاع صعبة ومعقدة في المنطقة، إضافة إلى ذلك، فالمبادرات الرئاسية الثلاثة ، وفق ما يقوله أحد المراجع السياسية في مجلسه الخاص، أنها ليست للتسلية بل لتقطيع المرحلة، لأن ثمة وضع صعب في المنطقة، قد يؤدي إلى تأزم الوضع اللبناني أكثر مما هو عليه بكثير، والمبادرات تشكل حالة للحوار بين كل الأطراف .
إنما الحقيقة تُقال ، ثمة إستحالة لإنتخاب رئيس قبل إنتهاء حرب غزة، لكن في حال نجح التوافق الفرنسي – الأميركي ، وممارسة الضغوطات على الجميع في لبنان، عندها قد يتمّ تمرير الانتخاب، لكن حتى الساعة ليس ثمة ما يدل بأن هناك توافق بين الجهات المعنية الدولية والإقليمية، على ضوء ما نشرته صحيفة التلغراف البريطانية، لأنها إشارة دولية ومن العدو موحى بها لتوجيه ضربة إلى المطار وربما غيره، والمكتوب يقرأ من عنوانه.
أنطوان غطاس صعب – صحافي