رغم الجولة المكوكية للمبعوث الاميركي آموس هوكشتاين بين لبنان واسرائيل الهادفة الى التهدئة، فإنّ الميدان العسكري بدا مفصولاً تماماً، من جهتي اسرائيل و”حزب الله”، بحيث رفع الطرفان مستوى عض الاصابع، الى تحمية غير مسبوقة للميدان، فأطلق الحزب “هدهداً” فوق سماء حيفا، لينشر بعد ذلك مقطعاً مصوراً يتضمن موانئ بحرية ومطارات في المدينة، يمكن قراءته من انّ الجبهة من الجهة اللبنانيّة لا تزال قوية ومتماسكة وليست طرفاً ضعيفاً، وذلك بهدف تحسين شروط التفاوض.
توازياً، فمن الواضح انّ التطورات القتالية جنوباً، اضافةً للوقت العصيب والمخاض العسير الذي تمر به المنطقة، “كربجا” عملياً المساعي والمبادرات، لمعالجة الازمة المزمنة للانتخابات الرئاسيّة، ويبدو لغاية الآن انّهُ رغم النيّات الطيبة لكتلة “الاعتدال” و”اللقاء الديموقراطي” ومبادرة النائب جبران باسيل، الّا انّ حراكهم بقي ” بلا بركة”، امام اصرار فريق الممانعة على ترشيح رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية للرئاسة ولا يريد التخلي عنه، بالتالي السؤال الذي يُطرح ما نفع الحوار او التشاور اذا كان مشروطاً بالتداول حول اسمه دون سواه؟
وفي معلومات وكالة “اخبار اليوم” فإنّ رئيس مجلس النواب نبيه برّي لن يدعو الى الحوار طالما المعارضة ترفض المشاركة متمثلة بالقوّات اللبنانيّة والكتائب والنائب ميشال معوض وغيرهم من التغييريين، وهنا يشير مصدر عليم، انّ رغبة “اللقاء الديمقراطي” تقضي ايضاً الا يكون الحوار منقوصاً، ايّ “بمن حضر”، في حين تقتضي المصلحة الوطنيّة انّ يكون حواراً متوازناً، للتوافق والتفاهم، كي يوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية جامع حتّى بجلسات مفتوحة ودورات متتالية.
شادي هيلانة – وكالة “أخبار اليوم”