المركزية – من المتوقع ان تخرج “وثيقة بكركي” إلى العلن بعد اكتمال الترتيبات والانتهاء من وضع النقاط على بعض حروف الاختلاف، حيث تسعى الأطراف المسيحية المشاركة في وضع ملاحظاتها عليها، باستثناء “تيّار المردة” الذي اعتذر عن عدم المشاركة.
هذه الوثيقة يجري الإعداد لها بعناية، بعيداً عن الإعلام وبمباركة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لتكون وثيقة وطنية جامعة ليس فقط للمسيحيين بل لكل اللبنانيين.
وعن الأسباب الكامنة وراء تأخر الاتفاق على الصيغة النهائية لعرضها في اجتماع يحضره الاعضاء، تؤكد مصادر مطلعة لـ”المركزية” ان الموضوع لم ينته والمحاولات مستمرة، وهناك اجتماعات متتالية والنقاش يتمحور حول نقطة محددة هو موضوع النظرة الى حزب الله، مشيرة الى ان لا اختلاف كبيرا لكن كل طرف له وجهة نظره، ومن المعروف ان “التيار الوطني الحر” يتميز بالنظرة للموضوع. وتكشف المصادر عن اجتماع قريب سيُعقد لأعضاء لجنة الصياغة.
وتلفت المصادر إلى ان الصيغة التي عرضها وفد التيار في لجنة بكركي لم تقنع الاعضاء الذين يطالبون بحصرية السلاح بيد الشرعية مقدمة لتطبيق القرار 1701، معتبرة ان التيار يحاول دائما ان يلطف الكلام مع حزب الله وما زال يراهن على حصول تفاهم بينه وبين الحزب، لهذا السبب حتى في النقاشات في بكركي وغير بكركي، دائما ما يتجنب ان يكون هناك أي إشارة واضحة الى مشروعه ودور سلاحه في لبنان.
وتعتبر المصادر ان بكركي تريد الوثيقة شبيهة ببيان بكركي عام 2000، ولهذا تتريث. وتضيف المصادر: يمكن إصدار وثيقة يكون الاعضاء فيها متفقين على 95 في المئة من نقاطها وحتى 99 في المئة، لكن من المفترض ان تكون وثيقة بشكل كامل مُرضى عنها من كافة الافرقاء، ولهذا السبب تأخذ بعض الوقت.
وتشير المصادر الى ان بعض الاعضاء يسعى لأن تشكل وثيقة بكركي الخطوة لإنهاء ملف سلاح “حزب الله” تنفيذا للقرارات الدولية. وتضيف: كي نكون واضحين ليس هناك من ممانعة من قبل “التيار” للوصول الى هذه النتيجة لكنه يحاول تلطيف الصيغة والعبارات كي لا تظهر وكأنها وثيقة ضد حزب الله.
وعن تدفق السلاح الى لبنان في هذه المرحلة ومن يقف وراء هذه التجارة ويسهلها ولأي هدف، ترى المصادر ان تجارة السلاح موجودة في كل دول العالم، فكيف الحال في بلد كلبنان، دولته منهارة وحدوده مشرّعة وفي قلبه دويلة تسمح لنشوء دويلات أخرى. وبالتالي فإن معظم الجرائم ومنها جريمة باسكال سليمان وتفجير المرفأ وغيرها مرتبطة بوجود دويلة في لبنان لا تسمح للدولة بأن تكون سيدة نفسها وضابطة كل حدودها وداخلها.
وتعتبر المصادر ان الحل في لبنان لا يمكن ان يكون من خلال السلة المتكاملة كما يطالب البعض، لأن لا حظ لها بالنجاح ولن تأتي للبنان بالاستقرار. السلة المتكاملة تسوية مع الدويلة كما فعلت 14 آذار سابقاً وسقطت 14 آذار بسبب هذه التسوية، السلات المتكاملة وحكومات الوحدة الوطنية وغيرها. المطلوب انحلال حزب الله العسكري والمشروع الديكتاتوري الايديولوجي وفك وحدة الساحات من جنوب لبنان وعودة حزب الله الى لبنانيته، أو في حال تعذّر ذلك، الذهاب الى تركيبة جديدة تحفظ الشراكة في لبنان بأسلوب مختلف، ربما يكون اللامركزية الموسعة.