وسط انسداد الافق رئاسياً، وغياب المبادرات والمساعي الداخلية، بانتظار ما ستؤول إليه التقاطعات الخارجية، أطلق النائب غسان سكاف خيوط مبادرة داخلية جديدة تحمل عناوين وطنية، تحفظ التوازنات الداخلية، وتؤسس لعلاقة نديّة مع الدول الخارجية المعنية بالملف اللبناني، وفقاً لموقع mtv.
وكان سكاف كتب على منصة “أكس”: “المساعي القطرية والفرنسية لن تنجح إذا لم تواكَب بتحرك داخلي موازٍ. مفتاح الانطلاق في مهمة تسويق المرشح الثالث هو في حارة حريك وعين التينة على قاعدة أن لا رئيس لحزب الله ولا رئيس من دونه، ومفتاح وصول المرشح الثالث الى بعبدا هو في جيب القوى المسيحية على قاعدة لا غالب ولا مغلوب”.
وأشار سكاف، في حديث لموقع mtv، الى أن “الملف الرئاسي لم ينضج بعد على المستويين الداخلي والخارجي، ولبنان ليس أساسياً في المفاوضات التي تجري بل لا يزال ملحقاً بتقدم العلاقات الإقليمية ومرتبطاً الى حد ما بتعقيدات الملف السوري الذي لا يزال عالقاً”.
ورأى سكاف أن “التحرك القطري يحتاج الى أن يلاقى بتحرك داخلي من مختلف القوى السياسية، وواجبنا جميعا ان نترك مساحة حوارية حتى لو تمسّك كل طرف برأيه من حيث المبدأ”.
وأعلن سكاف تأييده لمبدأ الحوار بوصفه المعبر لخلق مساحة مشتركة بين القوى السياسية. وقال: “بعد ان سحب الرئيس نبيه بري مبادرته وأدّى قسطه الى العلى، وفي حال تعطلت المساعي القطرية كما حصل بالمبادرة الفرنسية، وإذا ما بقي الحوار الداخلي متعثراً فكيف سنصل الى حل رئاسي ونحن في حالة انهيار قد يؤدي الى انفجار كلي قد يكون سلبياً عبر انفجار أمني يدفع بالقوى السياسية الى الجلوس على طاولة طوارئ حوارية، وقد يحدث انفجار إيجابي بأن تعلن شركة “توتال” عن اكتشاف كميات نفط وغاز تجارية في البحر، الأمر الذي قد يساهم في حل الأمور الداخلية على اكثر من مستوى”.
ووضع سكاف “مساعي الموفد القطري في إطار المفاوضات شبه السرية، في وقت يشير تصريح جان ايف لودريان بأن هناك تجديداً لدعوة الخيار الثالث، الى أن الدول الخمس بدأت تفقد صبرها، وهذا لا يعني ان الخيار الثالث هو الوحيد، اذ ربما يكون هناك خيارات أخرى ولكن ما يعنينا ان ننتخب رئيساً من دون أن يفرض علينا اسم رئيس”.
وأعرب سكاف عن استعداده لتجديد التحرك على المستوى الداخلي، عبر طاولة حوار أو عبر حوارات داخلية قبل أن يفقد الخارج صبره ويترك لبنان لمصيره المجهول.
توازيا، قال سكاف لـ«الجمهورية»، أن «لا معطيات جديدة حول الحراك الرئاسي، لذلك يجب مواكبة الحراك الخارجي بحراك داخلي للتوافق والتفاهم، والاّ سنبقى نراوح مكاننا. فالخارج ينتظر منا ان نتحرّك عبر اتصالات ولقاءات ومبادرات كما فعلنا سابقاً، وتمكنا من التوصل الى انعقاد جلسة انتخابية في 14 حزيران، ولو انّها لم تؤدِّ الى نتيجة بسبب تمسّك الأطراف بمواقفهم. وإذا لم نبادر سيفقد الخارج صبره منا». أضاف متسائلاً: «إذا توقفت المبادرة القطرية كما انتهت المبادرة الفرنسية ولم نتحرّك داخلياً، فالى أين سنصل؟».