- Advertisement -

- Advertisement -

انطونيو فرحات : محتلّ بصفة نازح

Betico Steel

خاص اخبار اليوم

اصبح واضحاً أنّ الأزمة السورية إنعكست سلباً على الواقع اللبناني سيما في ظلّ غياب الدولة اللبنانية عن القيام بالمهمات المنوطة بها، بحيث سمحت للنازحين السوريين التغلغل داخل لبنان دون أي تنظيم أو إطار يراعي السيادة الوطنية.

 انطلاقا من هذا الاهمال قال الخبير الدستوري والقانوني انطونيو فرحات في حديث لوكالة “اخبار اليوم”: للأسف، هؤلاء هم ساسة لبنان مجموعة مرتهنين، كلٌّ إلى خارجه، وكلُّ واحد منهم عندما يفاوض، يفاوض على مكتسباته الشخصية مقابل تنفيذ أجندات مشغليه.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

واضاف: في سنة 1948 نزح الفلسطينيون إلى لبنان وما كان من اللبنانيين إلاّ أن إحتضنوهم، فنصبت الخيم لإيوائهم ثمّ ما لبس أن تحوّل هذا النزوح إلى وجود دائم تحت شعار حقّ العودة ومن خيمة إلى مخيّم من الباطون ومن نازح إلى محتلّ، بحيث إستوطنوا بطريقة مقنّعة أجزاء من التراب اللبناني دون أن ننسى أن أغلب مآسي اللبنانيين ناتجة عن الوجود الفلسطيني على أرضهم…

وماذا عن المشهد الذي نراه اليوم مع النازح السوري اضافة الى اعطائهم افادات سكنية، قال فرحات: اليوم، نشهد حركة نزوح جديدة من السوريين تجاه العمق اللبناني دون أن تأخذ الدولة الإجراءات اللازمة بوجههم لما لهذا النزوح من أثار على الإقتصاد اللبناني وعلى الديموغرافيا وعلى فرص العمل وعلى وعلى…

أمّا الأسوأ هو إفادات السكن التي تعطيها المفوضية للنازحين ممّا يثير هنا علامات إستفهام هل باع ساسة لبنان أو بعضهم سيادة لبنان مقابل مكاسب شخصية؟ بمعنى آخر هل وجود بعض السياسيين الفاسدين في السلطة هدفه تمرير التوطين للسوريين والفلسطنيين ولهذا السبب يقوم الخارج بحمايتهم لبقائهم في سدّة الحكم؟؟

واعتبر فرحات، الحقيقة أنّ الذين إستوطنوا الحكم في لبنان هم الذين دمّروه ونكلوا بسيادته وهم مستدعون لفعل أي شيء بغية الإبقاء على زعاماتهم المدفوعة الثمن أو على كراسيهم التي وصلوها عن غير إستحقاق.

وجزم انه إزاء هذا الواقع، نعم لبنان أمام أزمة وجودية وسيادية وإقتصادية وديموغرافية وأمنية ومالية حقيقيّة.
ما هي الامور العملية التي على السلطة ان تقوم بها كي يكف الغرب عن دعم النازحين السوريين في لبنان، اجاب فرحات: يتوجّب على المعنيين في لبنان تسهيل وغضّ النظر عن ما تصدّر مراكبه للأمم المتآمرة عليه فلتتحمّل بلادهم ما إقترفت أيديهم في بلادنا. فمن هو حريص على السوريين النازحين فليستقبله في داره لا أن ينظّر علينا ويستبيح دارنا.

طالب فرحات ان يأخذوهم ويعلموهم الشعارات التي يغدقونها علينا، فليأخذوهم ما داموا مؤمنين بحقوقهم، فليأخذوهم ويدمجوهم مع مجتمعاتهم. نحن لا طاقة لنا على مخططاتهم. صحيح أنّنا بلد مُشَرّعْ في الوقت الحاضر مثل “المال السائب” لكن لا تتعلموا الحرام فينا، فنحن من نحن، تاريخنا شاهد على الثورات والحرية ووضع النقاط على الحروف بالرغم من وجود بعض المرتزقة في الحكم. 

وتابع: إنّ المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين، لذا فعلى الشعب أخذ المبادرة لرفض النزوح في أحيائه ومناطقه وعدم بيع مؤسساته لهم بسبب الإغراءات المادية.

الكلّ في العلن ضدّ النزوح أما في الباطن وبحسب سير الأمور فهو مسهّل ومتغاضٍ وغير ممانع سيما بعد أن قبض ثمن سكوته أو عدم قيامه بما يتوجّب عليه القيام به بطريقة أو بأخرى.

وختم فرحات قائلا: إستناداً إلى كلّ ما تقدّم، قد يكون أخذ العبر من التاريخ مفيداً فبروتوس خان يوليوس قيصر ويوضاس خان المسيح وسياسيو لبنان خانوا الشعب، فهل سيأتي يوم نتألم فيه لفكرة موتنا تاريخيًّا بسبب عدم محاسبتنا لساستنا؟!!

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد