يوسف فارس
المركزية – يزداد ملف الانتخابات الرئاسية تعقيدا مع دخول عوامل اقليمية ودولية مستجدة لعل ابرزها الموقف الذي اعلنه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اخيرا متهما ايران بالاسم بالتدخل في الاوضاع اللبنانية من دون تحديد ماهية التدخل، وان كان يربطه بالازمة الناجمة عن تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية. هي المرة الاولى التي يسمي ماكرون فيها ايران بالاسم بعدما كان وفريق الازمة الرئاسي الفرنسي وطوال الاشهر الاخيرة التي سبقت تكليف الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان يتعاطى بانفتاح مع الجانب الايراني ويميل في تعاطيه الى تبني موقف حزب الله وحلفائه بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة في اطار ما سمي يومذاك بالمبادرة الفرنسية، متجاهلا رفض واعتراض باقي مكونات المعارضة واطراف اخرين ما ادى الى تعطيل تنفيذها بعدما اصطدمت برفض من باقي اعضاء دول اللقاء الخماسي المؤلف من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر. هذا التحول في الموقف الفرنسي يؤشر ولا شك الى بروز عوامل سلبية في طريق مهمة موفده الرئاسي، وعوائق من الجانب الايراني وحلفائه في لبنان دفعت الى تبدل التعاطي الفرنسي باتجاه تسمية الاشياء باسمائها والتصويب على معرقلي اجراء الاستحقاق الدستوري وانتخاب رئيس الجمهورية.
النائب السابق مصطفى علوش يوافق عبر “المركزية” الرئيس الفرنسي في اتهامه ايران بعرقلة الحل في لبنان وانتخاب رئيس الجمهورية، لافتا الى ان دول الخماسية تلتقي على الحفاظ على الاستقرار في لبنان لكنها غير متوافقة على الحل المفترض في رأيها ان يكون شاملا، رئيسا اصلاحيا للبلاد يدير المرحلة الجديدة التي تفترض معالجة القضايا السياسية والامنية والاقتصادية. اعتقد ان ايران بامتداداتها المحلية والاقليمية تستعمل الورقة اللبنانية في مفاوضاتها مع الاخرين وخصوصا الولايات المتحدة بغية الحصول على مكاسب اقله رفع العقوبات عنها بالكامل. لذا اعتقد ان ما يعد اليوم للبنان لا يتعدى تسوية انية على غرار الدوحة كون الحل المستدام غير ممكن مع استمرار المنظومة الحاكمة والمتحكمة بمفاصل البلاد. في رأيي الوضع متجه اما الى التسليم لايران وتاليا لحزب الله واما الى التقسيم.
وردا على سؤال يقول: اللامركزية الادارية والمالية قد تشكل جزءا من الحل كون المرافق البرية والبحرية مثل المطار والمرفأ وسواهما تبقى عائقا اساسيا باعتبار ان ليس كافة الاقضية والادارات المستحدثة تملك مثل هذه المرافق لتقاسمها. اضافة الى الثروة النفطية والغازية وكيفية توزيعها وفق اي مندرج، وهل يقبل حزب الله بالتساوي وبغير شروطه.
وعن زيارة المستشار الرئاسي لشؤون الطاقة الاميركية اموس هوكشتاين الى البقاع يرى علوش رسالة تحد على طريق تنفيس الملف النووي الايراني المعرقل للكثير من الحلول ليس في لبنان وحسب انما في العديد من دول المنطقة.