نجوى ابي حيدر
المركزية– قبل 15 حزيران، الموعد الذي حدده رئيس مجلس النواب نبيه بري لانجاز الاستحقاق الرئاسي، محطات كثيرة ومهمة سيشهدها لبنان والمنطقة، من شأن نتائجها ان تؤثر مباشرة في الانتخابات الرئاسية اللبنانية، لتحدث النقلة النوعية في اتجاه الخروج من مستنقع المناورات التي تجيدها القوى السياسية لتحصيل القدر الاعلى من المكاسب، نحو لحظة الحسم، ليكون للبنان رئيس جمهورية قبل مطلع تموز المقبل في الحد الاقصى.
اولى المحطات وأهمها في جدة يوم الجمعة مع انعقاد القمة العربية حينما تتسلم المملكة العربية السعودية الرئاسة من الجزائر، وقد اينعت ثمار الجهود في اعادة سوريا الى مقعدها بعد نحو 12 عاما على تجميد عضويتها ، ووجه الملك سلمان بن عبد العزيز دعوة للرئيس السوري بشار الأسد للمشاركة فيها، سلمه اياها سفير السعودية في الأردن نايف السديري، الا ان بعض المعلومات يفيد ان الاسد قد يحط في السعودية قبل هذا الموعد، فيجتمع الى المسؤولين ويبحث معهم خريطة طريق الحقبة المقبلة في ضوء مضمون اتفاق بكين، وبعض التنازلات في ما خص موضوع الإصلاح مطلوبة عربياً، على ان يوفد الى القمة وفدا رفيع المستوى يمثل الشعب السوري تجنباً لاحراج العرب تجاه الولايات المتحدة الاميركية التي حذرت من التطبيع مع نظام الاسد وتعويمه. في القمة اياها ، التي يمثل لبنان فيها، رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ، تقول اوساط سياسية لبنانية، ستحضر ازمات لبنان “الفاقعة” على طاولة البحث والنقاش وفي الاجتماعات الجانبية كما في البيان الختامي.
وتوازيا، تزخم قطر تحركها على خط حلحلة العقد الحائلة دون الاتفاق على انتخاب رئيس، في مسعى مدعوم سعوديا واميركيا يقود وفد منها الى بيروت ثانية، يميز مهمته في هذه الجولة سقوط المبادرة الفرنسية فرنجية – سلام، وقد اصطدمت بجدار ممانعة من فريق المعارضة والتيار الوطني الحر.
وبعد القمة، يفترض ان تجتمع مجددا مجموعة خماسية باريس، من دون ان تحسم حتى الساعة زمان ومكان انعقادها بين الرياض او الدوحة ، وطبيعة المشاركة وما اذا كانت على مستوى مستشارين او وزراء خارجية الدول. في الاجتماع ستعرض المجموعة حصيلة المشاورات التي اجراها سفراؤها في بيروت، لا سيما السعودي وليد البخاري والفرنسية آن غريو والاميركية دوروثي شيا الذين يضطلعون بحركة مكوكية بين المقار السياسية والحزبية مستطلعين اجواء الداخل والمفاوضات الجارية بين بعض الاطراف، ليتم في ضوء العرض، اتخاذ المناسب من قرارات في شأن ازمة لبنان الرئاسية.
في مطلع حزيران، محطة مهمة ايضا في توقيتها والمضمون تتمثل بزيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لباريس وما سيبحثه مع المسؤولين في شأن الاستحقاق الرئاسي والموقف المسيحي، بعدما ذهبت فرنسا بعيدا في دعم مرشح الثنائي الشيعي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية المرفوض من الكتلتين المسيحيتين الكبريين “الجمهورية القوية” و”لبنان القوي”، فيستطلع البطريرك موقف فرنسا المستجد اثر تخليها عن هذا الدعم.
آخر المحطات تتجسد في موعد 15 حزيران وخلفيات ودوافع الرئيس بري لتحديده، فهل هي مهلة حث ام اسقاط؟ وهل يملك الرجل في جعبته مفتاحا ما او معطى خارجيا، في ضوء التواصل القائم بين واشنطن وباريس والرياض والدوحة، حمله على اعلان آخر مهلة لانتخاب رئيس للبنان، ما يعني عمليا انه وحزب الله سيتخليان عن ترشيح فرنجية لمصلحة مرشح تسوية، حينما يصدر الضوء الاخضر الخارجي بوجوب الكف عن الرهانات والمناورات وانتخاب رئيس يواكب تسويات المنطقة والتحولات الاقليمية والدولية… والا فالعقوبات على الابواب؟!