- Advertisement -

- Advertisement -

خماسي باريس: مقاربة موحّدة لملف لبنان عابرة للتباينات الاقليمية

لارا يزبك

المركزية- في أعقاب جولة قامت بها على المسؤولين اللبنانيين، قالت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى بربرا ليف، ان لبنان في مرحلة حرجة للغاية، مشددة على ضرورة “إنتخاب رئيس مجلس النواب في أسرع وقت”. وأشارت الى أن “لا مرشح رئاسيا للإدارة الأميركية وإنما يوجد صورة لنوع المرشح، الذي نعتقد أن لبنان بحاجة إليه، شخص لا يتعرّض للإنتقاد الأخلاقي وشخص يضع لبنان أولاً ويضع إحتياجات لبنان للأمن القومي أولاً شخص يعمل بطاقةٍ وبإدارةٍ على مجموعة حرجة من القضايا الإقتصادية”. وتابعت “أنا لا أفهم غياب العجلة التي على ما يبدو العديد من القادة السياسيين وأعضاء البرلمان لا يشعرون بها”. ولفتت ليف إلى أنّ “ليس هنالك أي خلاف، ونتحدث بانتظام مع زملائنا الفرنسيين ومع العديد من البلدان الأخرى لأننا جميعًا لدينا إنشغال واحد، وهو الأزمة التي يمر بها لبنان”. واضافت “يمكن لمجلس النواب والحكومة اللبنانية وقف الإنهيار الحاصل إذا تم تنفيذ الإصلاحات”. وعن التقارب السعودي – الإيراني الحاصل، أكدت أن “الإدارة الأميركية تشجع على هذا التقارب نظراً لما له من إنعكاسات إيجابية على المنطقة وتحديدا على لبنان”.

بدوره، السفير السعودي وليد البخاري توقف السبت في معراب، عند اهمية انتخاب رئيس سيادي اصلاحي، وفق مصادر القوات اللبنانية التي اكدت ان لا تبدّل في المقاربة السعودية للملف اللبناني. الدبلوماسي الذي حذّر من مغبّة عدم إجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان، لفت إلى أن الاتفاق السعودي – الإيراني تضمّن الرغبة المشتركة لدى الجانبين لحل الخلافات عبر التواصل والحوار بالطرق السلمية والأدوات الديبلوماسية، مؤكداً أن يد “المملكة” ممدودة كما دائماً للتَّعاون والتحاور مع دول المنطقة والعالم، في كل ما من شأنه حفظ أمن المنطقة واستقرارها، لذا جهود المملكة المبذولة تهدف إلى تأمين شبكة أمان دولية لمواجهة التحديات والمخاطر، صوناً لمبدأ العيش المُشترك ورسالة لبنان في محيطه العربي والدولي. واذ رأى أن لبنان عضو مؤسّس في جامعة الدول العربية من هنا يرتبط حماية شعبه وإنقاذ هويته بالأمن القومي العربي والسلام الإقليمي والدولي، وضع البخاري العمق العربي في الإطار الطبيعي لحل الأزمة اللبنانية.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

كل هذه المواقف، تؤكد وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، ان لا خلافات جوهرية بين “الخُماسي الدولي” الذي يتابع الملف اللبناني، بل هناك تقاطع في الخطوط العريضة المتعلقة بالرئاسة وبالازمة المحلية ككل. صحيح ان باريس حاولت في فترةٍ ما طرحَ مقايضة بين الرئاستين الاولى والثالثة، غير ان ممانعة الداخل لها، جعلتها تتراجع، وعادت لتتقاطع مع باريس والرياض على العناوين الاساسية الكبرى. وقد تبيّن في خلاصة لقاءات الدبلوماسيين الاجانب في لبنان، ان هناك إجماعا خارجيا على ضرورة ان يكون الرئيس جامعا ولا يشكل استفزازا لاحد وعلى ان يعيد لبنان الى عمقه العربي والى علاقات جيدة مع العالم، وعلى ان يقود مسيرة الاصلاح والانقاذ ويوصل لبنان الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، كما ان العواصم الكبرى متفقة على عدم طرح اسماء وعلى ان اللبنانيين عليهم هم، ان يجدوا اسم الرئيس الذي يؤمّن اوسع توافق.

يمكن القول اذا ان اي تباعد بين اعضاء “الخماسي”، في قراءتهم المستجدات على الساحتين الاقليمية او الدولية، لن يؤثر على رؤيتهم الموحّدة للمعضلة اللبنانية، ويمكن القول ايضا ان حقبة التباين حول طرح “المقايضة” الفرنسي المَنشأ، باتت من الماضي وتم تجاوزها.. ويبقى ان تؤثّر النداءات الدولية، في مواقف القوى المحلية الرئاسية قبل انهيار الهيكل، تختم المصادر.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد