- Advertisement -

- Advertisement -

عشية لقاء باريس: سيناريوهات مليئة بـ “الرغبات” لا “المعلومات”

طوني جبران

المركزية – قبل ساعات قليلة على لقاء باريس الخماسي تعددت السيناريوهات الاعلامية منه بما حملته من رغبات وتمنيات البعض أكثر مما حملته من معلومات يمكن الركون إليها ليبنى على نتائجها ما يمكن ترقبه من وقائع لا تقف عند اللقاء بحد ذاته لا بل من اجل استكشاف المرحلة المقبلة التي تليه.

وفي الوقت يحتفظ فيه اركان الحكومة بنسبة عالية من الصمت حياله توقفت مراجع سياسية وديبلوماسية عبر “المركزية” عند مجموعة من التسريبات التي تسللت من بعض الكواليس الديبلوماسية، فرأت ان الجدل من حولها لا فائدة منه طالما ان مجموعة الأفكار التي ستستحضر على طاولة الاقطاب الخمسة غير محددة ولم يظهر بعد ان ايا من الاطراف اللبنانية على علم بها حتى هذه اللحظة.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

وتعترف هذه المراجع ان ما يمكن الركون اليه يقف عند مجموعة النصائح الصادرة عن أطرافه وما اثارته من جدل في الأوساط اللبنانية قياسا على حجم ردات  الفعل تجاهها عدا عن تلك السيناريوهات التي تم تسويقها في إطار الحرب النفسية التي تواكب المواجهة المفتوحة في الاستحقاق الرئاسي ومجموعة الأفكار المطروحة على مساحة واسعة بعدما جمد رئيس المجلس النيابي نبيه بري دعواته الى مسلسل الجلسات الانتخابية الى موعد غير محدد.

على هذه الخلفيات والمؤشرات الدالة لها، لا بد من التوقف عند الحراك الديبلوماسي الذي بلغ الذروة فرنسيا في الأيام القليلة الماضية لقراءة ما يمكن ان تحصده باريس من اللقاء. وإن صحت الروايات المنقولة من بعض العواصم المعنية يمكن التوقف عند الآتي منها:

-لا يختلف إثنان على الأقل في العلن، عند قراءة الموقف السعودي ان الرياض لم تحسم امرها ولم تخصص للبنان ما كانت تقدمه من قبل من دعم مادي ومعنوي وديبلوماسي. وهو ما يمكن استنتاجه من حركة سفيرها في بيروت ومجموعة اللقاءات التي عقدها مع مرجعيات محددة مؤكدا ان المساعدات تقف حتى هذه اللحظة عند ما هو انمائي وانساني وطبي بطريقة غير مباشرة بعدما اختارت الصندوق الفرنسي – السعودي مسربا لها لتصل الى اللبنانيين والمقيمين مباشرة متجاهلة المؤسسات الرسمية والهيئات الحكومية. وان استقطبت الرياض موفدين فرنسيين ومن جنسيات مختلفة ما زال موقفها يقتصر على النصائح المتكررة منذ ثلاث سنوات على الأقل بنسخة معممة عن بيانات صدرت عن مجلس التعاون الخليجي ومجموعة القمم التي شهدتها المملكة.

– ان صحت المعلومات المنقولة من مراجع عدة في الولايات المتحدة الاميركية فان واشنطن تنتظر المبادرة من الجانب اللبناني في الاستحقاق الرئاسي مؤكدة بان لا مرشحين محددين لديها وانها ما زالت تنتظر الاصلاحات التي تعهد بها لبنان والتي طال انتظارها من قبلها ومعها الهيئات الدولية المانحة التي تعمل في كنفها او تلك التي تؤثر في كل قراراتها وان تجربة اللبنانيين مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي تبقى المعيار الوحيد الذي يمكن الركون اليه.

– لم تتوقف قطر عن مبادراتها الفردية في قطاعات الطاقة للمستشفيات والدعم المادي المباشر للجيش اللبناني والمؤسسات العسكرية والامنية والتربوية والانسانية وهي تقاس على انها تجري بالانابة عن بعض جاراتها الخليجية ويقال انها بمظلة سعودية.

– أما الجانب المصري الذي دخل مؤخرا على الخط لا يمكن التطلع إليه سوى من بوابة الدور المصري الذي لعبته  القاهرة بالتعاون الوثيق مع الجانب الفرنسي منذ الازمة التي تسببت بها العقوبات الخليجية على لبنان من دون ان يكون لها أي طرح مستقل حتى اليوم. وهو امر لا يتجاهل بالطبع تراجع التأثير المصري على الساحة العربية والساحة اللبنانية واحدة من ساحاتها الفرعية.

وأمام هذه الصورة البانورامية يمكن استثناء الدور الفرنسي من كل ما يجري فهو الاكثر وضوحا والاكثر حيوية والدليل يكمن في مجموعة المبادرات التي قادها الرئيس ايمانويل ماكرون شخصيا وتلك التي نفذتها باريس مؤخرا على خطين متوازيين. وفي الوقت الذي حطت فيه وزيرة خارجيتها كاترين كولونا في الرياض كان موفد الرئيس الفرنسي بيار دوكان يجول على القاهرة وعمان وبيروت لإنقاذ ما يمكن انقاذه من المساعي المبذولة لمعالجة وضع الطاقة في لبنان فانتهت جولته بأن شهد على تجميد قرارا البنك الدولي بتمويل برامج استجرار الغاز المصري والكهرباء الاردنية عبر سوريا قبل ان يصل الى بيروت بسبب رفض  واشنطن الاستثناء المطلوب من قانون قيصر مصريا واردنيا قبل ان يكون لبنانيا.

وعليه فان الاستناد على هذه المعطيات المعلنة، ومن دون تجاهل الغموض الذي يلف الموقف الايراني من ضمن لعبة توزيع الادوار بين طهران والضاحية الجنوبية، يبدو من الصعب بناء الرهانات الكبرى على لقاء باريس. وما لم يكن هناك من طرح مفاجئ يمكن ان يظهر على الطاولة الباريسية الخماسية فانه من السذاجة ان يعطى اللقاء أكثر مما يستحقه من ساعات الإنتظار. فقد تقلصت المهلة الفاصلة عنه، والرسم التشبيهي المتوفر لا يؤمن المقاربة الصحيحة لما يمكن ان ينتهي اليه. والاخطر ان أخبرنا المتحلقون حول الطاولة الباريسية يوم الاثنين بأنهم ينتظرون شيئا من اهل المنظومة ستكون الطامة الكبرى فهم يعرفون ان الفشل حليفهم في كل ما يقومون به وان العجز سمتهم طالما أنهم غارقون في مناكفاتهم يعيشون أحقادهم ويستعدون للمكائد والافخاخ وكأنهم يعيشون في بلد آخر ويرعون شعبا آخر.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد