- Advertisement -

- Advertisement -

الكتائب مع الثوابت لا إسم المرشح…”عسل” مع القوات و”طلاق” مع دويلة الحزب

جوانا فرحات

المركزية – يجزم العالمون بكواليس الإتصالات ومواقف الكتل النيابية الممانعة وتحديدا حزب الله وحليفه – على رغم سيناريوهات التباعد والطلاق –  التيار الوطني الحر أن مشهد إخفاق البرلمان في انتخاب رئيس جديد للبنان سيتكرر هذا الخميس مع انعقاد جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية حينما يدعو اليها رئيس المجلس نبيه بري.

وفي وقت تحولت جلسات المجلس تفصيلا في ظل عدم احترام المهل لإنجاز الاستحقاقات الدستورية، لا تزال “الورقة البيضاء” وترشيح شخصيات لا ناقة لها ولا حظوظ في وصولها إلى سدة الرئاسة تتحكم بمسار الدورة الأولى من كل جلسة  إلى حين نضوج تسوية بين الداخل وقوى إقليمية مؤثرة في المشهد اللبناني. لكن الأكيد أن حزب الله يفرض هذه الأجندة الخارجية عبر الإختباء وراء الورقة البيضاء، وتعطيل دورات الإنتخابات الرئاسية وتفسير الدستور بطريقةٍ مصلحية.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

إذا سلمنا بأن عمر الشغور الرئاسي، وهو السادس في تاريخ الجمهورية الحديثة، قد يمتد إلى ما  بعد موسم الربيع الذي يتنبأ بعض المحللين بأنه سيزهر رئيسا، إلا أن ثمة تغييرا في مشهد الحراك السياسي على مستوى الكتل والأحزاب السيادية المعارضة إنقاذا لمفهوم السيادة واستعادتها، وذلك من خلال انتخاب رئيس للجمهورية في أقصى سرعة ممكنة سيما وأن الأوضاع الإقتصادية والمالية والإجتماعية والإقتصادية بدأت تهدد بانفجار شعبي وأمني وإن اقتصر على موجات سرقة وقتل بهدف السرقة أو خربطات أمنية محدودة في بعض المناطق.  وعليه لا يوفر حزب الكتائب اللبنانية جهدا في تكثيف حركة اتصالاته ولقاءته مع نواب سياديين ومستقلين خصوصا أنه لا يزال عند موقفه من مسألة الثوابت ومشروع الدولة، ويقينا منه بأن الخيار الوحيد لمواجهة سلاح حزب الله ونزعه يتم من داخل المؤسسات وليس باللجوء إلى السلاح وصولا لانتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهورية لديه الجرأة الكافية للتفاوض مع حزب الله من أجل الوصول إلى حلّ عملي لسلاحه تحت سقف الدولة وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني، رئيس قادر على معالجات الملفّ الإقتصادي ولا يعرقل الإصلاحات، وعند التوصّل إلى حلّ لموضوع السلاح تُحلّ بذلك أزمة السيادة ومن بعدها يسهل الوصول إلى حلول اقتصادية.

رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب الكتائب اللبنانية الدكتور ميشال أبو عبدالله يؤكد عبر “المركزية” أن مسألة انتخاب رئيس جديد للجمهورية لا يتوقف عند إسم إنما على مشروع، ويقول” بالنسبة إلى حزب الكتائب الموضوع لا يتعلق بأسماء مرشحين  إنما بمشروعه .فإذا ما كان يحمل المشروع والثوابت التي ينادي بها حزب الكتائب ويصر على أن تتوافر في الرئيس العتيد “ما في مشكلة”. وحول إمكانية طرح إسم بديل للمرشح النائب ميشال معوض، يجزم بأن الكتائب لم يطرح هذا الموضوع ولا يسعى إلى تغييره في الوقت الحالي ” لأن المسألة لا تتوقف على إسم مرشح إنما على دواليب القاطرة التي نسعى إلى تثبيتها ليسير الوطن بشكل إيجابي. ورئاسة الجمهورية في هذا الخصوص أساس”.

على ثوابت انتخاب رئيس سيادي لا يخضع لسياسة دويلة حزب الله يلتقي حزب الكتائب مع القوات اللبنانية ويؤكد أبو عبدالله المؤكد بأن “خطوط التواصل بين الحزبين مفتوحة وكذلك الحال مع نواب سياديين نتفق معهم على الثوابت” مطمئنا بأن” الضباب بدأ ينقشع”. . وإذ يستغرب الكلام عن أن موسم الربيع سيزهر رئيسا يسأل أبو عبدالله” على أي أساس واية قاعدة يبنون توقعاتهم؟ ما هي المعطيات التي يملكونها ولم نقرأها بعد؟”. ويضيف ” قبل 6 أعوام سعى حزب الله إلى تعطيل الرئاسة وأدخل البلاد في شغور رئاسي لمدة عامين. اليوم يحاول أن يكرر نفس السيناريو لكننا لن نتراجع ولن نرضى برئيس يصادر حزب الله قراره أو يخضع لتوصيات تعليمات الدويلة. وفي حال قرر الحزب الإستمرار بالنهج التعطيلي فالطلاق سيتم بيننا وبين الدويلة التي لن نشاركها شيئاً في المستقبل”. ويشدد بالتوازي “على ضرورة تصويب البوصلة نحو الهدف الرئيسي المتمثل بالمشروع والثوابت وإلا “لن ننقذ الوطن”.

لكن هل يتقاسم السياديون نفس الهواجس لإيصال رئيس للجمهورية وإنقاذ الوطن وماذا تعلموا من تجربة الأعوام الستة من عهد الرئيس السابق ميشال عون؟ ربما الكثير أهمها أن مسيرة الإنقاذ والإصلاح لا تقوم على الشعارات وسياسة النكايات والشخصانية. “وإذا كانت ثمة حقوق للمسيحيين الحقيقيين فهي تتمحور حول عنوان واحد هو استعادة الوطن،وإذا لم يتحقق ذلك لا يعود للوجود المسيحي أي معنى”.

يدرك حزب الكتائب كما القوات اللبنانية والكتل السيادية و”المستقلون”أن تجربة الأعوام الستة يدفع ثمنها اللبنانيون اليوم وبكلفة باهظة وصلت حدود اللحم الحي. وعليه يكرر أبو عبدالله بأن الكتائب لن تعيد التجربة . فقد خسرنا كل شيء ولن نقبل بأية تسويات على حساب الوطن. وإذا كنا نريد استعادة الوطن ونستحقه فعلا يجب أن نسدد ما علينا من واجبات”.  

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد